18- الخاتمة وعلامات حسن الخاتمةقلوب السلف كانت تخاف من سوء الخواتيم، وكثير منهم كان يقلق من السوابق، يعني ما سبقت كتابته في اللوح المحفوظ، في الكتاب السابق الذي كتبه الله عنده، وفي الكتاب النبي عليه الصلاة والسلام مرة فاجئ أصحابه خرج على أصحابه بكتاب في يده اليمنى وكتاب بيده اليسرى، قال: ((هذا كتاب فيه أسماء أهل الجنة))، ((وهذا كتاب فيه أسماء أهل النار)) [الترمذي: 2141، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 96]، اختفت الكتب، هذا كتاب من الله فيه أسماء أهل الجنة، وهذا فيه أسماء أهل النار، ماذا كتب؟ بماذا سبق الكتاب؟ .... المزيد |
17- تفاوت أحوال المحتضرينهؤلاء الموتى يتفاوتون في أحوالهم عند الموت والاحتضار، وما يجري عليهم في قبورهم، فأين من يخير عند موته، ويبشر برزقه في قبره، وتكرم روحه في نزعها، وتنعم في مستقرها؟ أين هذا ممن يهان أشد الهوان، وتضرب الملائكة وجهه ودبره، وتعذب روحه وجسده؟ فبينهما من التفاوت كما بين الظلمات والنور، والظل والحرور، وهكذا فإن أحوال الناس عند الاحتضار تتفاوت. .... المزيد |
16- ما ينبغي وما لا ينبغي عند الموت وأحوال المحتضرينالموت حقيقة واقعة بالعباد، كتبها الله على خلقه وتفرد بالبقاء سبحانه، فقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26- 27]. ومع أن الموت يوقن به المؤمنون والكفار، ولكن أكثر الناس في سعيهم ينسون هذه الحقيقة. ومن رحمة الله بعباده: أنه لم يتركهم إلى غفلتهم، ولم يعاملهم بنسيانهم، بل أرسل إليهم الرسل والنذر، لتتم النعمة، وتقوم الحجة. .... المزيد |
15- سكرات الموت وبعض أحوال المحتضرينالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهن كيدكم، وإن من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ما لنا، وعليه ما علينا، أما بعد: فإذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلا بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وإلا فو الذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت، كما تحبون أنتم الحياة، فلما قرأوا جعلوا يتعجبون من جرأت خالد وشجاعته" [البداية والنهاية: 6/378]. فإذا تمني الموت هنا في سبيل الله؛ لنيل أجر الشهادة من هؤلاء الصادقين، وهي التي دعا لأجلها سعد رضي الله عنه فقال لما أصيب أكحله يوم الأحزاب: "اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئا فأبقني له، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك" فانفجر كلمه، وكان قد برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص [رواه أحمد: 25140، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 67]. .... المزيد |
14- الموقف من الحياة والموتإذا نزل الموت الذي لا يرتفع، إذا شخص البصر، ارتفاع الأجفان إلى فوق، وتحديد النظر، وحشرج الصدر، تردد النفس في الصدر عند قبض الروح، واقشعر الجلد، قيام الشعر؛ لأن عند الموت شعر الجلد يقوم سبحان الله العظيم! إذا سحبت الروح شعر الجسم يقوم، وربما تراه كما قالت إحدى النساء في وفاة زوجها: فرأيت يقوم شعره تدريجيًا، من القدمين إلى الأعلى، وقف مع سحب الروح، قال: وتشنج الأصابع، يعني انقباض الأصابع. .... المزيد |
13- مقدمة عن البرزخ والموتاقتضت حكمة الله تعالى أن جعل لنفوس الخلق أربع دور، كل دار أعظم من التي قبلها. الدار الأولى: في بطن الأم، وذلك المحصن الضيق، والغم، والظلمات الثلاث. والدار الثانية، هي: الدار التي نشأت فيها، وألفتها، واكتسبت فيها الخير والشر، وأسباب السعادة والشقاوة. والدار الثالثة: البرزخ، وهي أوسع من هذه الدار وأعظم، بل نسبتها إليها كالنسبة هذه الدار إلى الأولى. كم لبثت في بطن أمك؟ .... المزيد |
36- الحوض والصراطالإيمان بالحوض فرض، والتصديق به واجب، قال الحافظ -رحمه الله-: قال القرطبي في المُفهم: "أجمع على إثبات السلف وأهل السنة من الخلف، وأنكرت ذلك طائفة من المبتدعة، وغلو في تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية"، يعني: لا العادة تمنع من وجوده ولا العقل يمنع من وجوه فلماذا الإنكار، قال: "وغلو في تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية تلزم من حمله على ظهره وحقيقته، ولا حاجة تدعو إلى تأويله، فخرق من حرفه إجماع السلف، وفارق مذهب أئمة الخلف". .... المزيد |
35- الميزانهذا رجل من الناس سيختاره الله يوم القيامة، ويؤتى به على رؤوس الخلائق، ويُرى صحائف أعماله تسعة وتسعين سجلاً كل واحد مد البصر، كلها كتبتها الملائكة من الأعمال والأقوال، والرجل لا يستطيع أن يُنكر شيئاً منها، وما هو الحل وخلاص الآن كأنه يأس، فيقال: ((لكن عندنا حسنة)) تُعجل السجلات في كفة ولا إله إلا الله في كفة فتطيش السجلات، وترجح لا إله إلا الله، لا يثقل مع اسم الله شيء. .... المزيد |
34- يوم الحساب والجزاءمن رحمة الله: أن هذه الأمة، وهي أمتنا الأمة المحمدية، هذه الأمة أمة الإجابة، الذين أجابوا داعي الله تسبق غيرها من الأمم في القضاء والحساب، ودخول الجنة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((نحن الآخرون، السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فُرض عليهم، فاختلفوا فيه فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبعا، اليهود غداً، والنصارى بعد غد)) [رواه البخاري: 876، ومسلم: 855]، نحن وجدنا بعدهم بعد أمة السبت، وأمة الأحد، اليهود السبت، والنصارى الأحد، ولكننا قبلهم هدانا الله ليوم الجمعة، والجمعة قبل السبت والأحد، وكذلك نحن قبلهم يوم القيامة في الحساب، سنُحاسب قبل الأمم الأخرى. .... المزيد |
33- أحوال الفساق يوم القيامةأصحاب المعاصي درجات، لقد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، لقد استحقوا العذاب والعقاب، ولكن عقوباتهم يوم الدين تختلف باختلاف معاصيهم، فمن هؤلاء من يحرمهم الله -تعالى- كلامه وتزكيته. .... المزيد |