الجمعة 18 شوّال 1445 هـ :: 26 أبريل 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

هل الخطبة على المنبر سنة؟


من السنن أن يخطب على منبر، كما قال المصنّف رحمه الله.

ويستحب أن يخطب على منبر ويدل ذلك أن النبي ﷺ كان يخطب على منبر.

وقد جاء في حديث سهل بن سعد الساعدي  قال: أرسل رسول الله ﷺ إلى فلانة امرأة من الأنصار: مري غلامك النجار  لاحظ استعمال المواهب والمهن والحرف في خدمة الدين،  مري غلامك النجار أن يعمل لي أعوادًا أجلس عليهن إذا كلّمت الناس  فأمرته فعملها من طرفاء الغابة" [رواه البخاري: 448، ومسلم: 544]، وفي رواية البخاري وغيره: "من أثل الغابة" [رواه البخاري: 377، وابن ماجه: 1416،وأحمد: 22800].     

والطرفاء أو الأثل نوع من الشجر، والغابة موضع معروف من عوالي المدينة في منطقة العوالي.

وفي رواية مسلم: "فعمل هذه الثلاث درجات، فأرسلتْ إلى رسول الله ﷺ فأمر بها فوضعت هاهنا" [رواه مسلم: 544 ]، أشار إذن إلى هذا الموضع.

قال النووي في شرح مسلم: "وفيه تصريح بأن منبر رسول الله ﷺ كان ثلاث درجات" [شرح النووي على مسلم: 5/35].

فإذن، من مآسي بعض المنابر الطويلة -كما ذكر الشيخ الألباني في بدع الجمعة، وملاحظته على هذه المسألة- قضية أنها تقطع الصف الأول من طولها، يصير الصف الأول مقطوع ناس عن اليمين وناس عن الشمال، ويمكن تقطع الصف الثاني، وفي بعض المساجد يجعلون الدرج من الخلف لكن مرتفع؛ بحيث أنك الآن إذا نظرت إلى الخطيب سقطت قلنسوتك، فإذن، ثلاث درجات ما هو المقصود الشرعي أن يرى الناس الخطيب، ويسمعون صوته.

وقال الحافظ ابن حجر: "ولم يزل المنبر على حاله ثلاث درجات حتى زاده مروان في خلافة معاوية ست درجات من أسفله، وقال: إنما زدت فيه حين كثر الناس" [فتح الباري لابن حجر: 2/399].

يعني لما كثرت الزحمة رفع، واستمر على ذلك إلا ما أصلح منه إلى أن احترق مسجد المدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، فاحترق.

فإذن، منبر النبي ﷺ بقي ثلاث درجات حتى جاء مروان وزاد فيه ست درجات مع بقاء الثلاث، في ستمائة وأربعة وخمسين لما احترق المسجد احترق المنبر.

فإذن، المنبر النبوي ما عاد موجودًا، فلو الآن دخلت على متاحف في تركيا أو قالوا هذا المنبر النبوي؟ قلت: كذابون، أصلًا المنبر النبوي احترق.

وروى البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه" [رواه البخاري: 3583].

وفي رواية له عن جابر قال: كان المسجد مسقوفًا على جذوع من نخل، فكان النبي ﷺ إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار حتى جاء النبي ﷺ فوضع يده عليها فسكنت" [رواه البخاري: 3585].

وللترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.