الجمعة 20 رمضان 1445 هـ :: 29 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

تربية الأولاد همسات ووقفات


عناصر المادة
وبعد
أهمية تربية الأبناء في الإسلام
نشأة الطفل المسلم في المجتمع الأول
تربية الأبناء على التقوى في نفوس أطفالنا
تربية الأبناء على إتقان العبادات
تربية الأبناء على الآداب الإسلامية
تربية الأبناء على الحشمة والحياء
تربية الأبناء على قراءة سير الصالحين والعلماء
تربية الأبناء وتنشئتهم على حب شعيرة الجهاد
مشكلة الخادمات وعدم الاعتناء بالسائقين
تربية الابناء على تحمّل المسئولية
قضية لفت انتباه الطفل لوالديه
الأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في تربية الأبناء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد

00:00:09

 فهذه فرصة طيبة لنلتقي وإياكم في هذا المكان، وأسأل الله أن يجعله موسماً مباركاً، وأن يجزي بالخير كل من أمر ورتب وساهم في هذا الموسم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والمهم -أيها الإخوة- دائماً أن نبتغي وجه الله في أعمالنا؛ لأنه لا يدوم عند الله إلا ما أريد به وجه، وما كان الإخلاص لله تعالى هو المحرك والباعث على العمل.
بما أنكم اخترتم هذا الموضوع وهو موضوع تربية الأبناء، وهذا المنطلق؛ تربية الأولاد، منطلق لتحقيق الأمن في المجتمع، لأننا إذا نشأنا بالطريقة الصحيحة فسيكون فعلاً مستقبلاً مصدر أمن وأمان وإيمان لهذا المجتمع.

أهمية تربية الأبناء في الإسلام

00:01:18

 إن مسألة تربية الأبناء قضية خطيرة جداً لكثرة الانحرافات التي نجدها من جهة؛ ولأننا لا يمكن أن نتقدم في هذه الأرض ونتفوق على أعداءنا؛ لكي نعمر الأرض بطاعة الله ونؤسس فيها هذا الدين وننشره سيراً على منوال سلفنا لا يمكن أن يكون إلا بالتربية من الصغر، إلا باستدراك الأمور من المرحلة المبكرة، ثم عندنا أمر إلهي: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم: 6].
كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت، إذن، المسألة فيها إثم شديد لو تخلينا عنها، وفيها عقوبة عظيمة في الآخرة  نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ  [التحريم: 6].
قال بعض أهل العلم: والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عُوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه، ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا فأن يصونه عن نار الآخرة أولى، لو ولدك الآن يريد أن يقع في نار، أنتم أهل الدفاع المدني تعرفون مخاطر النار أكثر مني، لو أراد الولد أن يقع في النار الآن لرأيتَ الأب يريد أن يصونه عنها، فكونه يصونه عن نار الآخرة التي تفوق نار الدنيا بسبعين ضعف أولى وأهم وأوجب، وصيانته بأن ينشئه على دين الله ، وأن يراقبه في أفعاله، وأن يكون طعامه حلالاً، فإن اللبن الحاصل من الحرام لا بركة فيه، ومن أعجب الأمور أننا لا نسمح لإنسان بأن يستخدم خامة دون أن يتدرب ثم ربما يتسلم مسئولية طفل ونفس بشرية دون أن يكون عنده أي خبرة في التربية.

نشأة الطفل المسلم في المجتمع الأول

00:03:52

 لقد كان الطفل المسلم ينشأ في المجتمع الأول وسط مجموعة تدين لله بالاستقامة، فيرى قدوات أكثر من الكلام، الآن الطفل لو حصل على شيء منا سيحصل على توجيهات وكلام، لكن القدوة قليلة، ولذلك لا ينشأ أولادنا في استقامة كبيرة، ولا ينشئون في نفسيات إسلامية ونشأة صحيحة بسبب أن الوسط الذي هم فيه البيئة في البيت في المدرسة في الشارع لا تساعد على الاستقامة، الآن البيئة تساعد على الانحراف، إذ اذهب ولدك على المدرسة، وكنت ممن يخشى ستضع يدك على قلبك وتقول الله يستر، الولد ماذا سيرجع اليوم؟ أي بلية سيعود، دخلت إلى مدرسة متوسطة، وكيل المدرسة قال: اليوم ضبطنا دسكات، فتحنا الدسك على تواريخ الملفات المنسوخة من الإنترنت، ظهر أن الولد ناسخها في شهر رمضان؛ لأنه تبين من خلال تاريخ النسخ الملفات أنها منسوخة في شهر رمضان، ملفات جنسية نسخها الولد في شهر رمضان، ويتبادلون الدسكات والسيديات الآن بكثافة فلو أجرى الواحد تفتيشاً دورياً أو مفاجئاً على شنطة الولد أو البنت ربما يكتشف أشياء مهولة مما يأتي به الولد من الخارج، ولذلك قالت امرأة: هذه البنت الصغيرة عندهم عمرها سنتين، هذه البنت تتكلم لبناني سنتين لماذا؟ قال: لأنهم دائماً مشغلين إم بي سي أربع وعشرين ساعة في البيت، إذا كان هذا الذي يراه الولد في البيت يومياً على القنوات وما فيها من المصائب العظيمة، وهذا الذي إذا ذهب إلى المدرسة يسمع عنه ويتحدثون عنه ماهي الاستقامة المتوقعة؟ ولذلك لابد أن ندرك الفرق بين البيئة التي يعيش فيها الولد الآن والبيئة التي كان يعيش فيها الولد أيام النبي ﷺ، ابن عباس غلام صغير، قال: "بتُ عند خالتي ميمونة، انتبه الولد في الليل أن النبي ﷺقام وتوضأ وقام يصلي الليل، قال ابن عباس -الولد عنده قدرة على المحاكاة والاتباع، قام وتوضأ مثلما توضأ النبي ﷺوقام عن يساره، فأداره فجعله عن يمينه، وإذا نعس أخذ بأذنه، فصلى بجنب النبي ﷺ، نشأ الولد من صغره على قضية قيام الليل؛ لأنه رأى نموذج واقعي بدون تمثيليات وبدون إملاءات وكلام، وإنما رأى عملاً أمامه، فقلده وحاكاه، والنبي ﷺ انتهز فرصة أن ابن عباس وراءه ذات يوم، فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، أو وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله [رواه أحمد: 2803، والترمذي: 2516، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 7957]. عبارات قصيرة معانيها عظيمة التوحيد في نفس الولد، وتعلقه بالله، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، الآن في بعض البلدان يضعون حول رقبة الولد تمائم وخرزات، ويعلمون الولد إن هذه التميمة أو هذا الخرز تقيك من الشرور ومن العين ومن الحسد ومن الضرر ومن الأذى ومن المرض، فبدلاً من أن يتعلق بالله يتعلق بالتمائم، والرسول ﷺ يقول لابن عباس: إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله [رواه الترمذي: 2516، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 7957]. ونحن إذا جئت قلت للولد: أعطنا من الذي تحفظ قال: حادي بادي سيدي محمد البغدادي، من هو سيدي محمد البغدادي؟ هذه قضايا صوفية و الذي يختار حاجة ما يعرف ما هي يستنجد بسيدي محمد البغدادي يختار له، وإذا فكر الواحد فيها رأى وهذه عبارات يرددونها على الألسن الأطفال من الصغر، فهذا شيء خطير أن يتوجه الولد هذا التوجه البدعي الشركي في هذه الأشياء، قال واحد: كنا من زمان إذا الواحد أخذ السن أوشك ينخلع يروح يأخذه ويقول: يا شمس هذا سن حمار وأعطيني سن غزال ويرمي به، سبحان الله، ما هذه الاعتقادات السخيفة الشركية؟ والشمس ستعطيه سناً هو كان في سن حمار أصلاً، وهذا تعطيه سن غزال، فيرمي به جهة الشمس، أسماء الأزهار فسدت، قال: عبّاد الشمس، يا أخي وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء: 44]  وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [الرعد: 15]. ثم حتى أسماء هذه الأزهار الورود إذا جاء يتعلمها الولد يقول: هذا عباد الشمس، يقول: داور الشمس؛ لأنه يدور مع الشمس، فإذن، لا بد أن نهتم بعقيدة الولد من الصغر، والذين يذهبون إلى الخارج في الصيف يدخلون أولادهم على المتاحف وعلى الكنائس، ماذا سيجد الولد في متاحف الغرب؟ صلبان وتماثيل لمعبوداتهم ورهبانهم وأسيادهم وعظمائهم، ينشأ الولد معظماً لشخصيات الكفار، بدلاً من أن يربي فيه تعظيم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، وأئمة الإسلام، فإذا بالولد عنده ثقافة غربية، وربما يريد البعض أن أولاده يدرسون في مدارس أجنبية يريد هذا، وربما أرسلهم إلى الخارج منذ سن مبكرة وبالتالي إذا رجع الولد يرجع بأي شخصية، يرجع بعقلية غربية يرجع متأثراً بما يكون هناك من ألوان الكفر والإلحاد، وربما تجد الولد الصغير يتفرج على مباريات تلفزيون ويعرف إذا جاب الهدف يصلب؛ لأنه يرى اللاعبين هكذا يفعلون، من المسئول عن الولد نشأ وهو يتعلم قضية التصليب، أليست هذه قضية شرك بالله العظيم، إشارة إلى أن الأب والابن وروح القدس.


يقولون الباقلاني -رحمه الله- من أئمة المسلمين أرسله الخليفة إلى ملك النصارى مبعوثاً يناقشهم يدعوهم إلى الله، فدخل الباقلاني على المجلس، قصد إلى أكبر حبر من أحبارهم، وهذا يقول عن النصارى يعظمون القساوسة والرهبان عندهم، أو على الأقل كانوا هكذا، فقصد إليه، فقال: كيف حالك؟ وكيف حال أهلك، وأولادك؟ وكيف الزوجة؟ والبطارقة الموجودين ثاروا، قالوا: وقّر قسيسنا؛ لأن الرهبان عندهم لا يتزوجون أصلاً، فضحية الراهب يتزوج، الآن هذا البابا وغيره من أفراد الكنيسة لا يتزوجون ولا عندهم أولاد، ولذلك يتباهى الواحد يقولون ما ذبح ولا نكح، ولا يأكل لحم ولا ينكح، فهذا الباقلاني ذهب إلى هذا الكبير فيهم، قال: كيف حالك؟ وكيف حال الأولاد؟ وكيف حال الأهل والزوجة؟ عساهم بخير، فقالوا: وقّر قسيسنا، وقر راهبنا، ما يليق ،كيف تسأله عن الأهل والزوجة؟ ما يمكن يكون عنده، قال: سبحان الله، تنزهون صاحبكم عن الزوجة والولد، ولا تنزهون ربكم عن ذلك؟ فأفحمه. وكان -رحمه الله- قوي الحجة.

تربية الأبناء على التقوى في نفوس أطفالنا

00:13:23

 لا بد -أيها الإخوة- أن نربي التقوى في نفوس الأطفال، في الآيات التي سمعناها: يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ [لقمان: 16]. لأن الله مطلع عليه.
قصة عمر بن الخطاب مع المرأة وإناء اللبن، لما استند عمر وهو يعُس في الليل على المسلمين، يسهر على حمايتهم، سبحان الله يعُس الشوارع في الليل، في النهار يجلس لهم وفي الليل يسهر عليهم، فاتكأ إلى جدار ليرتاح فسمع امرأة تقول لابنتها: قومي إلى هذا اللبن بالماء، فقالت البنت: ألم تعلمي أن عمر بن الخطاب الخليفة نهى عن ذلك، قالت: إن عمر لا يرانا، وما يدري عمر أننا خلطنا اللبن بالماء، قالت: إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا، هذه البنت المؤمنة، مباشرة عمر رجع وخطبها لابنه، خطب البنت لابنه، هذه كانت جدة عمر بن عبد العزيز،وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا[الأعراف: 58].
وهكذا لما خرج عبد الله بن عمر، وآل عمر كان عندهم مراقبة الله عظيمة.
خرج عبد الله بن عمر بن الخطاب إلى البر يوماً فرأى راعي غنم، فقال: أعطني شاة، قال: ليست ملكاً لي، أنا عبد عند سيدي وموكل عليها في الرعي أمانة عندي، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال الراعي: فأين الله؟عبد الله بن عمر أراد يختبر العبد، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال العبد: فأين الله؟ فبكى عبد الله بن عمر، وأعتقه، واشترى له الغنم ووهبها إياه، وقال: كلمتك أعتقتك في الدنيا وأرجو أن تعتقك عند الله يوم القيامة، مثل هذه القصص لو أنك قصصتها قبل النوم على أولادك، مثل قصة عمر، وقصة عبد الله بن عمر، كيف كان الرسول ﷺ يربي الأولاد على التقوى، معروف أن آل البيت لا تحل لهم الصدقة، لهم من الخمس من مصارف بيت المال يأخذونه، فكان هناك تمرة في بيت النبي ﷺ، جاء الحسن بن علي وهو غلام صغير فأخذ التمرة ليأكلها، فقال النبي ﷺ: كخ كخ أما علمت أنا لا نأكل الصدقة [رواه البخاري: 1491، ومسلم: 1069]. علّم الولد من الصغر قضية التقوى، وأن هذا المال ما دام لا يجوز لك فلا تأكله، ورباه على قضية التورع مما لا يجوز.

تربية الأبناء على إتقان العبادات

00:16:32

 نحتاج أن نعلم أولادنا العبادات، الإتقان في العبادات، الآن هناك أولاد لا يعرفون أحكام إزالة النجاسة مع تقدم السن الولد ما يستنجي البول في ثيابه ويصلي صلاة خاطئة؛ لأنه لم يعلمه أحد كيفية إزالة النجاسة.
أيها الإخوة: إن قضية تعليم الأولاد العبادات أمانة في أعناقنا، الآن يكبر ويجب عليه أن يصلي وهو لم يتعلم الصلاة بعد، ولقمان قال: يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ [لقمان: 17]. فأمره بإقامتها، وإذا عرف الولد يمينه من شماله، نبدأ معه بتعليم الدين، ونأمره بالصلاة إذا بلغ سبعاً، نحن ممكن نعلمه قبل لكن نأمره إذا بلغ السبع، وإذا بلغ العشر ضربناه عليها إذا تركها، بلغ عشر أكمل العشر ودخل في الإحدى عشر، قال بلغ عشراً يعني أتم عشراً، إذا أتم ولدك عشراً وهو مهمل للصلاة ويرفض الصلاة يؤدب ، كذلك فإن تعويد الأولاد على الصدقة أمر مهم في تربيتهم، فإننا نعوده أن ينفق من مصروفه ونعطيه المصروف ولو وضعنا حصالة في البيت لهيئة خيرية، ويتبرع فيها أولادنا يضعون فيها، وإذا امتلأت أرسلناها للهيئة هذه، نعود من باب تعليم الأولاد على الصدقات.

تربية الأبناء على الآداب الإسلامية

00:18:35

 نعلمهم كذلك على الآداب؛ آداب النوم، آداب الأكل، آداب الشرب، آداب الخلاء، آداب السلام، آداب الاستئذان، أحياناً بعض الآباء يعلم ولده أشياء مثلاً صبة القهوة ومسكة الدلة والفناجين، لكن لا يعلمه الصلاة والطهارة والسلام ورد السلام مثل الاهتمام بعملية دلة القهوة، تعليمه قضية دلة القهوة هذه مسألة مهمة، لأن فيها أدب الضيافة، ما يمسك باليسار وما يقدم باليسار، لكن يا إخوان فيه آداب لا تقل أهمية عنها، لماذا نتمسك بعملية القهوة ونترك الآداب الأخرى، يدخل الولد بدون سلام، وإذا سلم الواحد ما رد السلام، وإذا عطس لا يعرف ماذا يقول، ولا يتنبّه لهذا، عطس رجل عند ابن المبارك ونسي أن يحمد الله،، فأراد ابن المبارك -رحمه الله- أن ينبهه دون أن يحرجه، فقال: يا أخي ماذا يقول الرجل إذا عطس؟ قال: يقول الحمد لله، قال: يرحمك الله، وتنبه الشخص.
أبو داود -رحمه الله- استأجر قارباً، سمع رجل على شاطئ النهر يحمد الله، الهواء أوصل له العطسة والحمد فاكترى قارباً فذهب إليه فقال: يرحمك الله، من تعظيم السنة.
إعطاء الولد مكانته واحترام مشاعره، النبي ﷺ قال للغلام كان عن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فلما أُتي له بماء اللبن قال: يا غلام إن أذنتَ لي أعطيت الأشياخ  لك الحق أنت على اليمين، إن أذنت أعطيتُ الأكبر، لكن أنت على اليمين وأنت الأحق، قال: "ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحداً" [رواه البخاري: 2602]. أنا أشرب بعدك وأنا أريد البركة، ولا يمكن أن أتنازل عنه، فوضعها في يده، ما قال له أنت صغير، أنت ما تفهم وهذا أكبر منك، وإنما أعطاه إياها؛ لأن ذلك حقه.
وكان ﷺ يكنّي الصغار، يقول: يا أبا عُمير ما فعل النغير  [رواه البخاري: 6129، ومسلم: 2150].
أبو عمير هذا أخو أنس بن مالك كان ولد صغير يلعب بطير نغير، وقال ﷺ: هذا سنه يا أم خالد  [رواه البخاري: 5823].
أم خالد هذه كانت بنت صغيرة لما لبست ثوباً حسناً جميلاً قال: هذا سنه يعني جميل، بلسان أهل الحبشة، هذا سنه يا أم خالد، كنى ذكراً وكنى أنثى؛ لأن التكنية يا إخوان مما تربي في الولد الإحساس بالمسئولية أبو فلان يا أبا فلان يا أم فلان ولو هو صغير هو يسمع هذه الكلمة فتكبر في نفسه.

تربية الأبناء على الحشمة والحياء

00:21:41

 ومما ينبغي الاهتمام به كذلك: مسألة عدم خلط الأولاد أو الذكور مع الإناث في السن التي يتفتحون فيها على معالم الجمال والنظر إلى الجنس الآخر، قال سحنون المالكي -رحمه الله-: "أكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان؛ لأن في ذلك فساد لهن، بل حتى الإخوان في البيت والأخوات، قال ﷺ:  وفرّقوا بينهم في المضاجع [رواه أحمد: 6756، وأبو داود: 495، وصححه الألباني في الإرواء: 2109].
افصل فراش الولد هذا عن فراش الولد هذا وفرق بينهما، وما هو فقط بين الذكور والإناث، حتى الذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث، بل قال بعض العلماء عبارة مهمة، قال: إن أول فساد للأولاد بعضهم من بعض، قال: أول ما يجري الفساد على الأولاد ينشأ منهم وبينهم بعضهم من بعض، ولذلك قال ﷺ:  وفرقوا بينهم في المضاجع .
وكان شيخنا عبد العزيز بن باز -رحمة الله عليه- يرى احتجاب البنت إذا جاوزت سبعاً مثل الصلاة، أنها تبدأ تعلم عند وجود أجانب بأن تلبس الغطاء، والتعويد مهم؛ لأنه ليس إذا بلغت قلنا: الآن يلزمك، حتى البنت لو صارت تسع وعشر وإحدى عشر فيه من يطمع فيها مع وجود الفساد ، ولذلك لا بد أن يحسب لهذا الأمر حسابه، وبعض البنات ربما يكون جرمها كبير، صحيح أن عمرها ثمان وتسع وعشر، لكن جرمها كبير، ولذلك لابد من الالتفات إلى هذه القضية.

تربية الأبناء على قراءة سير الصالحين والعلماء

00:23:39

 إن معرفة تعريف الأولاد بسير الصالحين والعلماء قضية مهمة، عندما نعلمهم سير الصحابة سير التابعين سير الأنبياء، يا أخي قصّ عليه قبل النوم قصصاً، قصة يوسف جميلة جداً، قصة أصحاب الأخدود، قصة الغلام في أصحاب الأخدود جميلة جداً، قصة أبي هريرة مع الشيطان في آية الكرسي جميلة جداً، وهكذا من القصص الكثيرة، كيف أغرق الله قوم نوح؟ وهكذا، والأولاد -سبحان الله- عندهم فطنة وأحياناً يأتون بأشياء لا يأتي بها الكبار، واحد ولد عمره خمس سنوات سمع آية تقرأ : لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181] من الذي قال هذه؟ اليهود، قالوا: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ، فقال الولد: من الذي أغناهم، إذن من الذي أغناهم، لاحظ الولد يسمع قول اليهود إن الله فقير ونحن أغنياء، قال أجل من الذي أغناهم، ولد صغير، فإذن، لهم فطنة ممكن ينتبهوا إلى أشياء، وهؤلاء اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة من زمان وهم يسبون ربهم، فقالوا: يد الله مغلولة، وأكبر حاخام في إسرائيل الآن اسمه يوسف أصدر تصريحاً قبل فترة بسيطة، قال: إن الله ندم على خلق الفلسطينيين، لعنة الله عليهم، وينبغي على المسلمين أن يقاتلوهم ولو بسكين المطبخ، ليس لهم حل مع اليهود إطلاقاً، وهذا مما ننشئ أولادنا عليه الجهاد ضد اليهود، وأحداث هذه الأيام تثبت أنه فعلاً لا حل إلا السيف أبداً، فمما ننشئ أولادنا عليه كره أعداء الله، وبغض أعداء الله، وأنه يعلم الولد أنه إذا أتيحت الفرصة أنه سيقاتل اليهود ولا بد، وأن يأتي اليوم بمشيئة الله الذي يكون فيه الجهاد ضد اليهود  فيقاتلهم المسلمون حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله  [رواه مسلم: 2921].

تربية الأبناء وتنشئتهم على حب شعيرة الجهاد

00:26:11

 عبد الله بن الزبير كان ينشئه أبوه على معاني الجهاد، وكان يأخذه معه في الغزوات، وعبد الله بن الزبير كان صغيراً عمره إحدى عشر سنة ما يطيق القتال، فكان أبوه يجعله على فرس ويوكل به رجلاً يمسكه حتى لا يقتحم؛ لأن عبد الله بن الزبير كان رجلاً شجاعاً، مع أنه صغير، ولد شجاع، فكان يوكل به رجلاً فيمسكه، فماذا يفعل عبد الله بن الزبير، لما انهزم المشركون كما روى ابن المبارك في كتاب الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه الزبير بن العوام يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم" عبد الله بن الزبير عمره إحدى عشر سنة، ينظر أين جريح الكفار الذي مات فيجهز عليه؛ لأنه ما سمح له أبوه يدخل المعركة لصغر سنة، لكنه يراقب يرى الطعان والقتال في أرض المعركة، فلما انتهت المعركة يمر على جرحى الكفرة فيجهز عليهم، وعندما يكون أولاد المسلمين ينشئون هكذا يسمعون أخبار المجاهدين كتائب تذهب وكتائب تأتي وأخبار الانتصارات الولد يتحمّس يقول: متى أجاهد؟ عبد الله بن عمر يُعرض على النبي ﷺ أربعة عشر سنة يرده، خمسة عشر سنة يقبله، وهكذا.
نحن نحتاج أن نتعامل مع أسئلة أطفالنا بلباقة، الولد يثير أسئلة من الصغر، تبدأ تتفتح فطرته، من خلقني؟ من خلق هذا؟ نقول: الله -عز وجل-، من خلق السماء؟ أين الله؟ فتقول: فوق عرشه، استوى على عرشه، فوق السموات، الله -عز وجل- فوق، في العلو -عز وجل-، علا على خلقه وقهرهم -سبحانه وتعالى-، كيف خرجت أنا إلى الدنيا ومن أين خرجت؟ تحتاج إلى لباقة، نقول: من بطن أمك وعندنا دليل: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً [النحل: 78]. لكن -سبحان الله- انظر هذه الأيام، أحدهم يقول: لي بنت صغيرة في الابتدائي في أول في ثاني ابتدائي تقول لها صاحبتها في المدرسة: إذا قالت لك أمك أنك خرجت من بطنها لا تصدقيها فهي تكذب خرجتِ من مكان آخر!، هذا معناه هذه الفضائيات وهذه المجلات وهذه الأشياء أثرت في الناس وفي الأطفال وصارت عملية الثقافة الجنسية التي ينشرها اليهود وأعوانهم في الأرض صارت قضية يتأثر منها أولادنا نحن، صار الكلام البذيء والأشياء العارية، الآن في أمريكا ظاهرة البلوغ المبكّر، ولد يبلغ من عشر سنوات هذا طبيعي؟ هذا الانفتاح الجنسي العري سبب ظواهر اجتماعية غريبة ولها أضرار نفسية وسيئة على الأولاد، عندهم عيب أن تبقى البنت بكراً، إلا أن تبلغ ثمانية عشر سنة، وإذا صارت ما زالت بكراً هذا معناه عندها مشكلة نفسية لا بد يشاف لها طبيب نفسي حلوا المشكلة هذه، وهناك أفلام تعرض فكرتها إقناع الأبوين أن إقامة العلاقات مع الجنس الآخر شيء طبيعي وعادي وهكذا يجب أن يكون، وإذا كان عند بعض الأمهات شيء من الحرج وهي تعرف تفاهة ما مرت به في مرحلة المراهقة يحاولون إقناعها عبر الفيلم بأن هذا شيء عادي وطبيعي، وأنه لا داعي للقلق وهذه سنة الحياة، هم يقولون هذه سنة الحياة، الله أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك: 14]. هو أعلم بهم، هو أعلم بأنفسهم من أنفسهم والذي يعلم ما يصلحهم وهو الذي أمرنا بالحشمة، وأمرنا بالحجاب، ونهى عن اختلاط الذكور بالإناث.

مشكلة الخادمات وعدم الاعتناء بالسائقين

00:30:45

 من الأشياء المؤذية: قضية الخادمات، وعدم الاعتناء بقضايا السائقين في البيوت، خطأ كبير يترك الواحد بنتاً بالغة تذهب مع السائق وحتى دون البالغة وحدها، الوضع لا يتحمل، صدقوني أن الوضع لا يتحمل، أن هذا الإهمال وهذا الانفراد ربما تكون عواقبه شنيعة، ما ننتظر حتى يقع الفأس في الرأس، لا بد نتدارك الأمر من مرحلة مبكرة، والله أتى بآيات في كتابه في قضية تتعلق بهذه القضايا الجنسية، ولا يبدين زينتهن إلا بعولتهن ثم قال: أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ [النور: 31]. ومعنى: الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، يعني ممكن تكشف المرأة أمام الولد إذا كان ما يميز الجميلة من القبيحة ويلتفت إلى معالم الجمال ويوصف المرأة، إما إذا صار يلتفت من الجميلة إلى القبيحة ويوصف لا يجوز للمرأة أن تكشف أمامه بنص كتاب الله ، ولماذا قال: ليستأذنكم الذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات؟ لماذا هذا الاستئذان؟ من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء، ليش يستأذن وما يقتحم غرفة نوم الأبوين؟ لأن هذه مظنة انكشاف العورة، هذه الأوقات الثلاثة التي يضع فيها الإنسان ثيابه كان مع أهله، فيعلّم الولد مسألة عدم اقتحام غرفة النوم، وأن هذا أدب شرعي، لا بد يؤدب عليه؛ لأن أي منظر يراه من هذه الخصوصيات يمكن أن يحدث آثاراً سلبية في نفس الولد.

تربية الابناء على تحمّل المسئولية

00:32:52

 إن تعويد الطفل على تحمل المسئولية من السن المبكرة، حتى في الذهاب إلى دورة المياه، وأن ينظف نفسه بنفسه، ويتناول طعامه بنفسه، وأن تساعد البنت أمها في أعمال المنزل، وأن يضع حتى الزرار في العروة، هذا من تعويد الطفل على تحمل المسئولية، وأنه ينجز أموره، ولو عودناهم أحياناً أنهم يغسلون المواعين في البيت، ليس عيباً، بل إنه من التربية على تحمل المسئولية والقيام بالأعمال، الآن يقول الولد: لماذا أغسلها أصلاً؟ عندنا خدامة تسوي، هذه شغلة الخدامة، هذا شيء بديهي عنده أصلاً، أكثر أولادنا يرتبون غرفهم بأنفسهم؟، الولد إذا قام في الصباح يرتب فراشه؟ أبداً، الخدامة ترتب له غرفته، ولا يمكن يرتب شنطة المدرسة، كل شيء على الآخرين، فينشأ الأولاد في ميوعة في ترف، هكذا ينشأ الأولاد في البيوت في الميوعة هذه والترف ما يتحمل مسئولية، اكتب يا ولد باليمين، ماسك القلم بالفم وجالس يكتب، يا ولد امسك باليمين ويمسك بالشمال، في الأخير مسك القلم بيديه كأنه يقول هذا حل توفيقي بيني وبينك تريدها باليمين أنا أريدها بالشمال مسكهم بالاثنين، وهكذا إذا صار الولد يفعل ما يشاء، ويُعطى من الأموال ما يشاء، وأي شيء يسمع من المدرسة أن الأولاد عندهم مثله، هات لي سوني بلايستيشن ، أتى له سوني بلايستيشن ، سوني بلايستيشن تحتوي على ماذا؟، هل فكرتَ مرة بإلقاء نظرة نقدية على ألعاب أولادك؟ ألعاب الأطفال، الألعاب الإلكترونية هذه ألعاب الكمبيوتر، هل فحصتها ويعني دققت فيها، وفيها غزو عظيم، فيها شغل من أعداء الإسلام ليس بسيطاً، الولد وهو يلعب وانتهى الوقود، أو حصلت إصابات يبحث على علبة فيها صليب، عليها صليب حتى يدخل فيها؛ لأنه يمنحه القوة والصحة ويزود المناعة ويزود حتى يستمر في اللعبة! يصير الولد مع الوقت يبحث على صليب،؛لأن هم مؤسس اللعبة إذا مريت على الصليب تأخذ تحصينات ومناعات وقوة إضافية، هذه الألعاب لا بد أنكم رأيتم هذا عبر شاشات الألعاب، ويدور على الصليب، والساحر والساحرة موجودان، وهناك ألعاب مؤسسة على القمار والميسر، فكرة القمار والميسر، سيبلغ حجم سوق القمار العالمي على الإنترنت في عام نهاية عام 2002 نحواً من أربعين بليون دولار، وعدد اللاعبين في العالم 52 مليون شخص يلعبون قماراً على الإنترنت، 62% من دعايات الخمور موجه للأطفال حسب ما ذكرت إحصائيات موقع يهود دوت كم، هذه دعايات وخمور موجودة على الشبكة موجهة للأطفال، هناك ألعاب فكرتها القمار، ثم ألعاب يقول: قصف جوي للأهداف، تصيب الهدف تأخذ درجات، ماهي فكرة اللعبة؟ هذه الخريطة وعليها أسماء مدن، إذا قصفت كذا في اللعبة، إذا قصفت مكة تأخذ مائة نقطة، إذا قصفت بغداد تأخذ خمسين نقطة، هذه هي هكذا موضوعها، أحد الاسطوانات تبع لعبة السوني بلايستيشن مكتوب فيها أثناء اللعبة العرض فوت بل إز يور بل، معبودكم هو الكرة، وإلهكم هو الكرة، ما يمكن نحن نقول أن هذه الألعاب بريئة دائماً، بل فيها أشياء خبيثة جداً موجودة فيها، مثل ما هو موجود في الأفلام، إظهار العربي أو المسلم على أنه إنسان متخلف وأنه عدو للبشرية، وأنه سيحطم البشرية، بل وربما سبوا الله أن جعل النفط في بلاد العرب والمسلمين، هذه عقلية الغربيين، فهؤلاء هم الذين ينتجون الألعاب، ننتندو سون أكبر منتجتين للألعاب الأطفال في العالم الألعاب الإلكترونية، هاتان الشركتان التي فيها خبراء من الغربيين واليابانيين، الأشياء التي تنتجها كثيراً منها لا تخلو من أشياء منكرة شنيعة جداً، وإذا كان الولد تعدى أول مرحلة تظهر له بنت ربع عارية، ثاني مرحلة نصف عارية، ثالث مرحلة ثلاث أرباع عارية، المرحلة الأخيرة إذا كان تجاوزها الجائزة أن تطلع البنت عارية تماماً، صورة، معناها أن هذه الألعاب لابد نفحصها، هناك ألعاب ممتازة، وألعاب تعليمية جيدة، لو دخل الواحد على موقع اسكو لكس دوت كم، هذا موقع فيه أشياء للآباء والأمهات، وأشياء للمدرسين، وأشياء للطلاب، وفيه ألعاب مفيدة تعليمية إلكترونية وعلى الشاشة، المهم ننتقي، لكن نحن نقول والله مشغول ، انظر ماذا يريد الولد خله يشتري، بدون رقيب ولا حسيب، أليس مسئوليتنا نحوهم تعني أننا نشرف عليهم من هذه الجهة أيضاً، ما في مانع تخلي الولد من باب تحمل المسئولية أنه مرة هو يمسح السيارة ويغسلها، وتخلي وتعود البنت على أنها تنظف المطبخ.


بعض الأحيان على الأقل، نحتاج -أيها الإخوة- أننا نعود أو نربي أولادنا بطرق ممكن نستفيد منها من خبراء النفس والتربية والدراسات الحديثة، ولنضرب بعض الأمثلة على هذا الكلام، ما يصلح كلما عمل الولد الانحراف أول مرة، يعني كذب لأول مرة نقول له يا كذاب، وإذا احتال على أخته الصغيرة وسرق مصروفها تقول له: يا حرامي، وهكذا نشهّر به أمام إخوانه وأقربائه للزلة الأولى، لا يصح تربوياً أن نتكلم عنهم بمثل هذه الطريقة التي توجد عقداً في نفوسهم، فكما أننا لا يصح أن نستعمل التدليل، التدليل هذا شيء خطير، هذه أم عودت طفلها أن لا ينام إلا وهي تمسح جبهته وشعره ورأسه، الولد الآن عمره ثلاثة وعشرون سنة لا يستطيع أن ينام إلا بهذه الطريقة، حتى تأتي أمه وتعبث بشعر رأسه! فكما أن التدليل الزائد يفسدهم، فكذلك الشدة المنفرة والرمي بالكلام أيضاً يعقدهم، فنحن نحتاج إلى أن نتفقه في عملية تربية الأولاد حتى من الناحية النفسية والتربوية، يكون عندنا شيء من الإلمام بالدراسات النفسية أو التربوية للأولاد، مثلاً علماء النفس يقولون: أن هناك تعزيز إيجابي وتعزيز سلبي، وعقوبة إيجابية وعقوبة سلبية، ويستخدمون عملية التعزيز الإيجابي والعقوبة، أو التعزيز والعقوبة، التعزيز أي التأييد، هذا يستخدمونه في تشجيع التصرفات المحمودة وتثبيط التصرفات المذمومة، فيقولون مثلاً في التعزيز الإيجابي أنك تكافئ الولد بشيء، فإذا آثر أخاه بحاجة أنت تعطيه قطعة حلوى، ابتسامة، تقدّم له شيئاً، تقدم له حافزاً مادياً أو معنوياً، هذه المكافأة أو الإثابة، أو ما يسميه علماء النفس التعزيز الإيجابي، التعزيز السلبي هو نوع حرمان لردع تصرف معين وتثبيطه ومنعه، ومن شروط هذه التعزيزات ومما أثبتته الدراسات أنه كلما زاد مقدار المكافأة حجماً أو عدداً كلما زادت نسبة حدوث السلوك الإيجابي الذي نريده أن يحدث، ولكن يجب الموازنة بين التصرف الذي يفعله الولد والجائزة؛ لأن الولد أحياناً يعمل تصرفاً بسيطاً نعطيه جائزة كبيرة، إذا فعل تصرفاً جيداً أعظم منه ماذا تعطيه؟ إذا صرتَ تعطيه جوائز عظيمة على أشياء عادية، إذا فعل أشياء أكثر من عادية ماذا تعطيه؟ فلا بد من نوع من التوازن، كذلك أثبتت الدراسات أنه كلما قصر الوقت بين الثواب وحصول التصرف الحميد كلما كان ذلك أدعى لحصول التصرف الحميد، يعني لا تؤخر المكافأة، يعني إذا فعل شيئاً جيداً اليوم لا تعطيه بعد أسبوع تقول هذا حق... أعطه فوراً كافئه فوراً حتى تحصل النتيجة المطلوبة، كذلك أثبتت الدراسات الحديثة أنه كما أن المعززات الإيجابية تفقد بعض قيمتها إذا تكررت كثيراً، ولذلك ما هو لازم تعطيه على أول تصرف حميد وثاني واحد ثالث واحد تعطيه مكافآت، وإنما مثلاً افرض أنه انتظم في الصلاة أسبوعاً أو شهراً تعطيه عليها جائزة، ليس أول صلاة جائزة وثاني صلاة جائزة وثالث صلاة جائزة بعد ذلك تفقد الجوائز قيمتها.


أثبتت الدراسات كذلك أن المكافآت المتقطعة أفضل من المكافآت المستمرة وهذه هي المسألة السابقة التي أشرنا إليها، وأثبتت الدراسات أنه كلما تنوعت المكافأة والثواب كان ذلك أفضل في زيادة نسبة حدوث التصرفات الحميدة؛ لأنه إذا عارف أنه المرة الثانية قطعة حلوى والمرة الثالثة قطعة حلوى والمرة الرابعة قطعة حلوى تفقد شيئاً من قيمتها، لكن مرة قطعة حلوى، مرة لعبة، مرة ابتسامة، مرة قبلة، ونحو ذلك، تنوع الأشياء الإيجابية يؤدي إلى حصول التصرفات الحميدة بشكل أكبر.
وكذلك أثبتت الدراسات أن التعزيز الإيجابي أفضل من العقوبة في النتيجة، يعني أنت الآن إذا صدق ستكافئه وإذا كذب ستعاقبه، وجد الباحثون أن المكافأة على الصدق أفضل في النتيجة من المعاقبة على الكذب، وإن كان من المهم الجمع بينهما، وينبغي أن يكون العقاب فعالاً وليس مؤذياً فقط، وهذا يعتمد على ثلاثة أشياء: أولاً: درجة القسوة وشدة الألم، وثانياً: فترة الإيقاع، وفورية حدوث هذه العقوبة، وعدم التراخي، وما يعطى عقاباً على شيء بسيط لا بد أن يتناسب مع هذه المشكلة أو التصرف السيئ البسيط، ولا يصح أن يعاقب عقاباً ضخماً على خطأ صغير، أو نعاقبه عقاباً صغيراً على خطأ ضخم، وهذه من أفعالنا مع أولادنا، نحن نلجأ أحياناً إلى العقاب دائماً أكثر شيء ومثلاً من العقاب أحياناً الكلمة الجارحة: يا غبي يا بليد يا كذا، وهناك من أسماء البهائم الثور والحمار، كثير، لماذا يفعل ذلك بعض الآباء؟ لأنه أرخص، ما يكلفه شيء وسهل كلمة تنطلق، وما هو على كل حال أن هذه الكلمة بهذه الطريقة أثرها إيجابي، قد يكون أثر سلبي، ممكن يؤدي إلى احتقار الطفل لنفسه، مع مرور الزمن يصاب الأولاد وجد في الدراسات الحديثة أن الأولاد الذين يتعرضون لعقوبات كثيرة جارحة مؤذية وأكثر من الأخطاء التي يفعلونها يكونون في المستقبل أطفالاً محبطين أو رجالاً إذا كبروا رجالاً محبطين مهزومين نفسياً لا ينتجون، ما عندهم جرأة وشجاعة في المجتمع، وكذلك وجد أن المثيرات العقابية إذا أعطيت تدريجياً وبشكل مستمر تفقد قيمتها، توقع عقاباً فعالاً مباشراً، يستمر فترة قصيرة، فيه الشدة المطلوبة، هذا يكون مؤثر، ثم تترك العقاب، ولا تلجأ إليه إلا بعد فترة، ولذلك فإنه يجب النظر في اختلاف أحوال الأولاد، بعضهم ممكن حرمانه من حلوى يؤثر، بعضهم كلمة قاسية أحياناً تؤثر، بعضهم الضرب هو الذي يؤثر، بعضهم التشجيع عنده أكثر بكثير يعطي نتيجة من قضية مثلاً عقوبة.


فإذن، ممكن مثلاً تقول: أنت اليوم محروم من طلعة آخر الأسبوع، ربما يقول أحسن عندنا أتاري نلعب فيها، يعني ليس بالضرورة أن كل عقوبة ممكن نسويها أنها تؤدي إلى النتيجة المطلوبة، فلا بد أن نفكر بالعقوبة قبل إيقاعها، هل هذه وهذه قضايا تجارب، وكذلك وجد بالتجربة أنه من الخطأ أن يعاقب الأب والأم تحتضن وتقبّل، فيروح يضربه أبوه وأمه تجي تضمه وتعال يا حبيبي وتقبله، لازم الأب والأم يشتركان في عملية الثواب أو العقاب للطفل، وأن الأم تقول له شفت أبوك ما ضربك لأنك سويت كذا وتزيد عملية الشرح لماذا ضرب.
ووجد بالدراسات الحديثة أيضاً أنه لا بد من إخبار الولد عن سبب العقوبة قبل ما يعاقب ما هو بعد؛ لأن بعض الناس يأتي أحياناً يضرب الولد بعد ذلك يقول له: تعرف لماذا ضربتك؟ كذا، هذا ليس أسلوباً تربوياً، لازم أولاً تقول له: أنت عملت كذا خطأ، ثم تعاقبه، مثل ذلك الجزار يقولون: أعطى الولد الكبدة وقال: أوصلها عند أمك في البيت، ولما أخذها الولد، ضربه وقال: اذهب، قال له أحد الحاضرين: لماذا ضربتَ الولد؟ قال: حتى ينتبه لا يسقطها في التراب، قال: يا أخي إذا أسقطها في التراب اضربه، قال: ما الفائدة عندما يسقطها في التراب؟ هذه فلسفة تافهة؛ لأن العقوبة لازم تتبع الذنب وليس قبل، العقوبة هذه ليست إجراء احتياطياً؛ لئلا يقع إذا وقع، لو واحد مثلاً -عسكري المرور- رأى واحداً عند الإشارة قام أعطاه مخالفة ما قطع الإشارة لماذا؟ قال حتى لا يقطع الإشارة، ما يقبل، أنت رقيب على الولد في التصرفات إذا أجاد تحسن إليه وتثيبه، وإذا أخطأ تعاقبه، وليس أن تجرب فيه مثل هذه التجارب، ومن الطرائف في المخالفات، واحد جاء عند إشارة حمراء وقطعها ما صار شيء، وصل الإشارة الثانية وقطعها ما صار شيء، وصل الإشارة الثالثة، الشاب كأنه رأى ثلاث إشارات فوقف، فسمع صوتاً، قال: لا اقطعها كمل، إذا هذا راعي المرور يراقبه من أول، قال: لا، كمل، فلذلك المناسبة العقوبات المرورية العلماء النفسانيون والتربيون يصنفونها من العقوبات الإيجابية التي هي إيقاع الشيء المؤلم على الخطأ لئلا يتكرر، وهذه عملية مفيدة إذا ضبطت بالضوابط الشرعية، فإنها فعلاً تكون رادعة للناس، وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن  هناك ناس نفوسهم ضعيفة كثيرون.

قضية لفت انتباه الطفل لوالديه

00:51:42

 وكذلك أيها الإخوة فإن مما ينبغي أن نلتفت إليه الإشارات التي يمكن أن يرسلها الطفل أحياناً عندما يمتنع مثلاً عن الطعام، ما يريد يأكل، فنحن ربما نسارع إلى ضربه، لماذا ما يريد يأكل، قد يكون الولد في عملية الامتناع عن الطعام يريد إرسال رسالة خفية إلى الأب أن هناك شيء غلط، أنتم معاملتكم لي غلط، ممكن يكون معناها أنه أنا مهمل التفتوا لي اهتموا في وهكذا، فيجب ألا نسارع إلى العقاب على أشياء قد يكون الولد يريد من ورائها أموراً ، وبعض الأولاد أذكياء ولماحين، وعندهم مقاصد في تصرفاتهم، ليس كل الأولاد تصرفاتهم عبثاً، وكذلك أيها الإخوة فإن مبدأ الثواب والعقاب هو مبدأ إسلامي، والله -سبحانه وتعالى- لما رغب المسلمين في الجهاد قال: وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً [الفتح: 20]. هذا في الدنيا، وفي الآخرة: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ[التوبة: 111]. وذكر لنا تفاصيل في الجنة، الثواب لما ذكره لنا ربنا ما ذكره مجملاً أعطانا بالتفصيل والحور العين وكيف شكلها وكيف خمارها، وأنها لو اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بين المشرق والمغرب، وملأت ما بينهما ريحاً ونوراً من الطيب، لو واحدة اطلعت من الجنة لملأت ما بين السموات والأرض ريحاً ونوراً طيباً واحدة فقط، وأن عليها سبعين حُلّة، كل حلة غير الثانية، وأنه يرى جسدها من وراء الحلل، ليس مغطى، انظر العجب، هذه السبعين ما تغطي جسد المرأة الحورية مع نفائس الحلل يرى الجسد من وراء الحلل، وأنه كلما أتاها وجدها بكراً، وأن أصحاب الجنة في شغل فاكهون، فسره العلماء بإتيان الأبكار، وأنه كلما رجع من سوق الجمعة؛ لأنه في الجنة فيه سوق يوم الجمعة يأتيها أهلها ويجتمعون اجتماع أهل الجنة، فيرجعون إلى زوجاتهم فيرى الزوجة ازدادت حسناً وجمالاً عن أول، هذا من فوائد نعيم الجنة ونعيم متجدد ومستمر، ولذلك الواحد ما يمل ولا يمل، لكن في الدنيا أول ما يبنى قصر ويسكن فيه يشعر بلذة بعد فترة تبدأ اللذة تفقد قيمتها، ويصير القصر هذا الذي سكنه بالنسبة له شيء عادي، نعيم الدنيا مع الوقت يضمحل أثره وبهجته يعني تروح مع الوقت، نعيم الجنة كل يوم متجدد، ما ينزع ثمرة إلا تظهر بدلاً منها، الظل في الجنة غير منحسر، وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا [النساء: 57]، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة: 30]، الظل في الدنيا ينحسر مع الشمس، الظل في الجنة ما ينحسر، وهناك ظل مع أنه لا توجد شمس سبحان الله، لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا  [الإنسان: 13]. آنية الخمر التي في الجنة مع أنها من فضة لكن شفافة، هذا ما له نظير في الدنيا، ما في الآن شفاف وفضة، والله قال: قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ [الإنسان: 16]. وقوارير شفافية مثل شفافية الزجاجة، ومع ذلك من فضة، فضة شفافة، والخمر ليس فيه صداع في الرأس، ولا مغص في البطن، ولا يذهب العقل، فالله ذكر لنا في الجنة حتى أنهار الجنة مذكور أنها ما تجري في أخاديد من عجائب نعيم الجنة أن الأنهار فوق سطح الأرض مع ذلك ما تسيح وتنسكب تذهب على البيوت؟ لا، لها مجاري، ماء متماسك يجري بدون أخدود في الأرض، فالله أعطانا تفاصيل الثواب حتى نتشجع نشتغل ونعمل، فمبدأ المكافأة في الإسلام مبدأ صحيح شرعاً، سواء كان أشياء ملموسة وأشياء في الآخرة أو في الدنيا.


قال نوح لقومه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 10- 12]. هذه كلها أشياء في الدنيا؛ لأن بعض الناس ما يكفي أن تقول له في الآخرة وفي الآخرة، يقول: أنا أريد أيضاً في الدنيا تعطونا، أريد أشياء في الدنيا، قال: خذ هذه في الدنيا، وفي الآخرة أعظم وأعظم، وأمثلة الحوافز النفسية في السنة النبوية يعني الثناء مثلاً والمدح كلمة طيبة، إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة [رواه مسلم: 18]. فأثنى عليه بهاتين الخصلتين، وقال لرجل آخر: زادك الله حرصاً [رواه البخاري: 783]. وكذلك فإن هناك أيضاً حوافز غيبية ، الحوافز الغيبية الدنيوية أن الشيطان يعقد على قافية أحدنا ثلاث عقد إذا نام، عليك ليل طويل فارقد، إذا قام ذكر الله انحلّت عقدة، وإذا توضأ انحلّت الثانية، وإذا صلى انحلّت الثالثة" [رواه البخاري: 1142، ومسلم: 776]. وأنت ما ترى العقد، ولذلك أرشدنا إلى سنة مهمة عند القيام من النوم وهي الاستنثار، لأن بعض الناس يغسل يده لما يقوم من النوم لكن ما يستنثر؛ لأنه قال: إن الشيطان يبيت على خيشوم أحدكم، فالشيطان يبيت في الخيشوم، ويعقد على القافية ثلاث عقد، فالشاهد: أن مبدأ الثواب والعقاب مبدأ إسلامي وأن هذه المسألة لا بد أن يحسب لها حساب؛ لأنها في غاية الأهمية في تربية الأولاد، وأننا ينبغي علينا أن نجتنب كل ما يحبط نفوس أولادنا لكن لا نوصلهم إلى مرحلة التدليل والدلع الذي يؤدي إلى إفسادهم، وأن نجنبهم الأشياء المؤذية والمحرمة، ولا ننسى دعاء الله أن يحفظهم، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74].

الأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في تربية الأبناء

00:58:30

 ومن الأشياء التي نوصي عليها ونؤكد عليها في هذا الزمن: قضية الإنترنت، قضية الإنترنت الآن من القضايا الخطيرة والشائكة؛ لأنها تنتشر، وقالوا: إن تأثيرها في العالم سيكون أكثر من تأثير اختراع التلفونات في الثلاثينات، وأكثر من تأثير اختراع  التلفزيون في الخمسينات، قفز عدد المستخدمين في العالم الآن إلى ثلاثمائة وخمسين مليون شخص، يتوقع في نهاية عام ألفين هذا أن يكون عدد المستخدمين تقريباً ثلاثمائة وثمانين مليون شخص، في نهاية عام 2002 متوقع أن يكون عدد المستخدمين في العالم سبعمائة وخمسين مليون شخص، هذه فيها إيقاظ للدعاة إلى الله أن يعملوا لأنك ممكن تبلغ الدعوة والرسالة في الأرض بطريقة هذه الشبكة، فالدعاة والباحثون والأطباء والتجار والشركات قد يستعملوها استعمالات مفيدة جداً فيها فوائد متعددة وكثيرة تعليمية طبية اقتصادية، البيع والشراء عن طريق الشبكة، وكذلك حتى رؤية مناطق الأرض بصور من الأقمار الصناعية، هذه عملية لو واحد قال عندي مزرعة في المكان الفلاني يعطيهم موقع اسبيس دوت كم، من إحداثيات المكان يرسلون له صورة بالبريد الإلكتروني فضائية بالقمر الصناعي بمبلغ ما يتجاوز خمسمائة دولار، ففيها فوائد ضخمة جداً، وهناك ناس تركوا وظائفهم من الأموال اللي اكتسبوها عن طريق البيع والشراء في الشبكة؛ لأنهم استغنوا عن الوظيفة بالعملية، لكن يا إخوان في المقابل فيه أضرار رهيبة وفظيعة، في العقيدة سبوا الله والأنبياء والكتب موقع هل كان المسيح شاذاً؟ وهناك طائفة من النصارى يعتقدون أنه شاذ، ويؤمنون بأن الشذوذ من دين النصرانية من دين عيسى، لهذه الدرجة وصل سب الأنبياء عندهم، وقضية ما تنشره هذه الطوائف من القاديانية الذين يعتقدون أن الحج إلى قاديان أفضل من الحج إلى مكة، والفرق الأخرى هذه الباطنية الملاحدة الآغخانية، والنقشبندية وغيره من الطرق حتى الطرق الصوفية لها أيضاً مواقع تنشر فيها البدع والخرافات والشركيات، تنصير مثلاً مواقع للتنصير، على صعيد الأخلاق والفضيلة والعفة أيضاً هدم عجيب جداً، يوجد في الإنترنت تقريباً نصف مليون موقع جنسي، خمسمائة ألف موقع جنسي، ينضم يومياً إلى الشبكة أكثر من مائة موقع جديد، هذه المواقع فيها كما تقول الدراسات والتصنيفات؛ لأن بعض محركات البحث مثل ياهو، دوت كم، يصنف المواقع الموجودة، فلما نأتي مثلاً على المواقع الجنسية يصنف يقول: مواقع اللواط، مواقع سحاق، مواقع انمي سكس الذي هو إتيان البهائم، قرأت تحقيقاً عنها عجيباً، هناك مستعمل فيها أربع أنواع من البهائم: القردة والكلاب والحمير والخنازير، يعني خنزير يطأ امرأة أو رجل يطأ أنثى خنزير، أو قردة أو حمار يطأ وهكذا، هذه الأنواع الأربعة هي التي ذكرها الله في كتابه في معرض الذم، فهو أخبر أنه مسخ اليهود قردة وخنازير، وأنه مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً، والآخر مثله كمثل الكلب، والعجيب أنه هذه الأربعة التي ذكرها في كتابه على سبيل الذم هي المستعملة في إتيان البهائم، فسبحان من طمس بصائر أولئك القوم، هذه الأشياء كلها يا إخوان موجودة ومتاحة في الدش إذا كان يجيب لك مائتين إلى ثلاثمائة قناة، الإنترنت يجب لك مئات آلاف من القنوات، العجيب أيضاً أن عدد المواقع في العالم بالملايين، يمكن الآن تسجل في العالم تقريباً سبعة عشر مليون.


نسبة المواقع الجنسية إلى المواقع التي في الإنترنت عموماً اقتصادية واجتماعية إلى آخره واحد في المائة، بل ما يوصل واحد في المائة، لكن ثمانين في المائة من مستعملي الإنترنت يذهبون إلى الواحد في المائة، ثمانون في المائة من رواد الشبكة يذهبون إلى واحد في المائة، وهذا له أضرار كبيرة على الأطفال، حتى الأمريكان ثاروا يريد بعض الذي عندهم  عقل وعندهم من الأمريكان الأوربيين يريدون سن قوانين لحماية الأطفال من الشبكة إلا أنه المواقع هذه يقول إذا كنت فوق ثمانية عشر سنة حط انتر، طيب أي واحد ثمانية عشر سيضع انتر مسألة انتر، شغلة فـ بالعكس يمكن هذا يصير مشوقاً؛ لأن كل واحد يريد يرى هذه البرامج عندما يكون عمره كذا وراء العملية، وهذه الأشياء سيكون لها أضرار بالغة، وقد وصلت الآن في المقاهي ويدخل الواحد عمره عشرة وخمسة عشر وسبعة عشر وأحداث، والعيب أكبر أنه يأتي واحد عمره 52 سنة يدخل على محل ويجلس ساعات، واحد داخل في رمضان الماضي من عشرة في الليل إلى عشرة في الصباح، العامل يقول: ما قام إلى صلاة الفجر، ألقيت محاضرة على الإنترنت وأتاني واحد بعد هذا قال: أنت تقول أن عشرة لعشرة يعني اثنا عشر ساعة، فيه واحد هنا جلس سبعة وعشرين ساعة من تواصله، حتى العمال قاموا جروه حتى خرج ، هذا على الإنترنت كافيه، هذه أضرارها على أبنائنا، ماذا ستنتج هذه المصيبة؟ مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا قامت بجهد عظيم بالحقيقة، يمكن ما في بلد في العالم عنده اهتمام أو فيه هيئة تغلق المواقع الفاسدة مثل ما هو موجود في هذه المدينة، نسأل الله أن يجزي كل من يحارب الشر والفساد خيراً، عملوا جهداً عظيماً تقريباً أغلقوا نصف المواقع، وهذا جهد كبير جداً؛ لأن المواقع تغير أسماءها ومواقع جديدة تدخل على الشبكة ومواقع، لكن لا زال هؤلاء شياطين الإنس يعلم بعضهم بعضاً، ولد صغير يدخل ما يدري يأتي واحد يعلمه يقول: تفعل كذا وكذا وكذا، تخترق البروكسي تخترق وتلعب وتذهب المكان هذا يدخلك من هنا إلى هنا وهكذا، بل إن بعض العمال في هذه المقاهي يخزّن الأشياء السيئة على الهاردسك تبع المحل، واحد ودى الكمبيوتر على ورشة صيانة قام اتصل قال: هل يجوز أن أصلح هذا  الكمبيوتر، طالبة في الجامعة أتت به لنا كله مليان صور، سألنا الشيخ ابن عثيمين يا شيخ هذا يقول يمسحها ويصلحها، قال: لا؛ لأنه لو مسحها وصلحها ترجع تعبيها مرة ثانية، يقول: ما يصلح، لا يشترك في أي شيء يؤدي للتعاون على الإثم والعدوان أو يجعل من الممكن أن يستفاد من هذا الشر في أي عملية ممكن يستخدم، لماذا يصر بعضنا على أن يفتح هذا في بيته لمن هب ودب من الأولاد والفتيان والفتيات والمراهقين والمراهقات؟ أنت تقول لي: نفتحها للباحثين، نعم، طلاب ماجستير، دكتوراه، كليات الطب والهندسة، تجار، شركات موظفين، نعم، دعاة إلى الله ينشرون المواقع ينشرون الدين، نعم، وآتت ثمارها في أشياء كثيرة، هذه الأشياء إسلامية وأسلموا ناس وتعلموا دين الله، مسلمون ضائعون في بلاد الغرب، لكن لماذا تضعها في البيت لكي يدخل عليها عيالك الصغار؟ لماذا؟ والفتيان المراهقون المراهقات، لماذا؟ إذا ما كان عندنا تعقل وحكمة لهذه الوسائل الحديثة ممكن تكون وسائل هدم في الأولاد، اكتفي بهذه الكلمات في موضوع تربية الأبناء على اتساع هذا الموضوع وتشعبه، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي الحاضرين والمستمعين خيراً، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبع أحسنه، وأن يرزقنا الإخلاص والاستقامة وحسن الخاتمة ويصلح أولادنا وبيوتنا وزوجاتنا، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد.


جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعل ما سمعناه حجة لنا لا علينا، نستأذن فضيلته لنعرض عليه بعض الأسئلة التي وردتنا، هذا سائل يسأل ويقول: مع كثرة الفتن في هذا الزمان، فكيف نستطيع أن نتحكم في أولادنا إذا ذهبنا إلى أقاربنا الذين لديهم من المنكرات ما الله به عليم؟
الحمد لله، أولاً: لا بد نناصح الأقرباء يعني ما هو بس نحن ما نقرب على الشر وكيف نحتمي من الشر، لماذا لا نكافح الشر نفسه ونعمل أشياء تؤدي إلى القضاء على مصدره، ولذلك تكون العملية أجدى بكثير لنا ولهم، فنصح وبيان آثار هذه الأشياء الخطيرة، يا إخوان أعطيكم مثالاً: حصل نقاش مرة من المرات نتيجته القنوات الفضائية من آثارها السيئة الاجتماعية علينا، أن عدداً من الأزواج ما صار عندهم قناعة بزوجاتهم، وأنا أقول لكم هذا الكلام من واقع عدد من الشكاوى من النساء يتصلن وأسئلة تأتي من قبل، ماهي مقاييس الجمال عند الشخص العادي؟ أو كيف يعرف شكل المرأة وجمال المرأة، يقارن بمن؟ أمه وأخته وعمته وخالته ومحارمه، وإذا جاه شكل مشابه هو ما رأى أكثر من هذا، فإذا تزوج واحدة يراها جميلة وزينة من الشكل الشيء الموجود مما حوله، فهناك قناعة، ولما انفتحوا على هذه القنوات السيئة رأوا الأشكال لا يوجد غض بصر، وهناك هذه الفتن صار يطالع في الشاشة، والمرأة تقول أنا ماذا أفعل؟ أغير جلدي أنا، أتزين له وأتجمل له لا فائدة، فما عاد هناك قناعة الآن، وهذه القضية خطيرة جداً، وبالتالي تقول ستة أشهر ما يأتيني، سنة ما يأتيني! هذه قضايا الاستطراد فيها، لكن المحصلة النهائية أنه في مشكلة حقيقية خطيرة تنخر في المجتمع؛ لأن الواحد صار ما عنده قناعة بالتي عنده الآن، وذاك ليس قادراً عليه ربما، شيء يرى في الشاشات، وبعض الناس يظن أنه أن ما يراه من النساء بالشاشات يعني أن كل الذي في تلك البلد نفسه، لا ما هو صحيح ، يعني إذا مشيت في شوارعها يمكن تجد هذا وهذا، النمش في الوجه، القبح والدمامة موجود، لكن يعرضون أجمل ما عندهم، فيظن الواحد أن هذا كل اللي عندهم مثل هذا، فأين غض البصر؟ أصلاً كيف تأتي به إلى البيت وبعد ذلك تقول: أغض البصر؟ لا بد من استئصاله أصلاً بشكل جذري، هذا لا يجوز أن يبقى في البيت، لو واضح الأضرار، وإذا قلت لي أخبار عالمية، في طرق كثيرة لمعرفة الأخبار العالمية ويا ليتهم يكونوا صادقين يقول أنا أبرمج ما أبرمج، لكن يكون صادق البرمجة على أخبار يعني يمكن إذا يبغى محطة أو محطتين تكفيه وما هو فيها من اللي يعني من هذه الترهات الشيء المتوسع، لكن الأبد فاتح على كل شيء، ولذلك يا إخوان لا بد من معالجة أصل القضية يقول: كيف إذا رحنا عند بيت بعض أقاربنا هناك عندهم دش ودشوش وأشياء؟ نقول: علينا أن نحارب هذا المنكر من أصله وننصحهم، إذا عجزنا طبعاً لا خلاص ما في إلا الأشياء الوقائية، محاولة منع تأثر أولادي، قد نذهب في أوقات ما فيها هذا الشيء مثلاً بكثرة، ربما أحياناً وقت العصر أحسن من الليل مثلاً، ثم ما نترك أولادنا عند الشاشات نحطهم في المكان في المجلس ونحن نجلس معهم، إذا تسرب إلى الداخل أمه مسئولة عنه، وإذا صار في المجلس أبوه مسئول عنه، وثم لا بأس أن نكلم أقاربه يقول: يا جماعة زرناكم ولا نريد أي شر يتأثر به أولادي، قل: لو سمحت سكروا الأجهزة وخلينا نسمع بعض، نحن ما أتينا عندكم ننظر التلفزيون، المفروض تتكلم معهم تناقشهم تأخذ وتعطي معهم، وليس أننا نطلع من شاشة ونروح إلى شاشة ثانية، وإذا لزم الأمر خلاص نكتفي بدعوة أولئك الأقارب إلى بيوتنا أو نلتقي وإياهم في البر مثلاً هناك أماكن أخرى ليس فيها هذه الأشياء، ونحاول قدر الإمكان ندرأ هذا الشر.
بارك الله فيكم هذا آخر فضيلة الشيخ صدر سؤاله بقوله: إنا نحبكم في الله جل جلاله، والسؤال يقول: ما هي البدائل المناسبة من الوسائل الحديثة الجائزة شرعاً والممكن أن تساعد على تربية الأبناء والاستغناء عن الوسائل الهدامة؟


يوجد هناك ألعاب تعليمية جيدة، مثلاً من الشركات المحلية اللي تستورد ألعاب تعليمية جيدة، شركة اسمها الفناتير لها موقع على الإنترنت فناتير دوت كم، ولها فروع في الرياض وجدة والشرقية هذه الفناتير ينتقون ألعاباً عالمية، لكنها مفيدة ومسلية للأولاد، و ليس لازماً دائماً يكون الولد فقط لعب في لعب، أنا أعطيكم ثلاث برامج في الكمبيوتر لو الولد تعلم عليها ممكن يكسب رزقه بيده وتكون حرفة مثل النجارة والحدادة اللي كان يعلموها الأولاد هم من زمان يكسب رزقه في المستقبل، لو تعلم ولدك على برنامج الفوتوشوب وثريدي ماكس وكوريل وبرنامج دايركتور، اختر أي واحد من هذه: دايركتور، كوريل، ثريدي ماكس، فوتوشوب، أو تقنية الفلاش، هذه برامج تصميم بالكمبيوتر، ثلاثي البعد والألوان والحركة، ممكن الولد يتقنها، إذا أتقنها ممكن بعد الثانوي يأخذ عملاً من شركات ويسويه ويأخذ عليها فلوس، أكثر مما يأخذها بالشهادة الجامعية، فيمكن أن عنده توجه انتقائي في عملية الكمبيوتر، هذه يطلع لأولاده أشياء مفيدة، والولد يتسلّى؛ لأن عمليات التصميم بالكمبيوتر ثلاثي البعد والألوان والحركة والتصميم، هو إذا تعلم الأزرار الرئيسية في البرنامج هو بعد ذلك يعمل التشكيلات التي تعن له، وممكن يصمم، ممكن يصمم شعارات لشركات، ممكن يصمم شعارات لهيئات، ممكن يصمم برامج دعائية مثلاً، وهذه الآن الأشياء الدعائية والإعلانية في العالم لها رواج قوي، لماذا لا نوجه الأولاد إلى أشياء مفيدة من هذا القبيل؟  فيه كتب أو دورات أو أشخاص نستأجرهم يعلمون أولادنا هذه الأشياء بحيث الولد يقضي وقته عند الشاشة لكن في شيء مفيد، وإذا تريد تجيب له ألعاب الكترونية ممكن هناك سباق سيارات ربما يكون خال من المنكرات، أغلق الموسيقى ، وجيب لعبة معينة ما فيها منكرات ودعه يتسلى فيها.


بارك الله فيكم وهذا آخر فضيلة الشيخ يقول: نلاحظ على عدد من الأسر تعويد أطفالهم منذ الصغر على لبس القصير بالنسبة للبنات والضيق، وبالنسبة للشباب أو الأبناء إسبال الثياب، وإذا نوصحوا في ذلك قال: هذا صغير لا يدرك إذا كبر علمته تلك الضوابط.
هناك قاعدة شرعية مهمة وهي أنه يلزم الصغير ما يلزم الكبير في مسألة اللباس بعد سن معينة، فمثلاً من الأشياء التي تلزم الصغير باستمرار حتى لو هو صغير جداً ما يجوز أن يلبس الذكر حريراً ولا ذهباً، يعني لو عندك ولد عمره شهر ذكر، يجوز تلبسه ذهباً؟ ما يجوز، طيب إذا البنت تؤمر باللبس الساتر كما قلنا نقلنا الفتوى عن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في سن السابعة تؤمر بالحجاب كما تؤمر بالصلاة، وقالت عائشة -رضي الله عنها- إن البنت إذا بلغت تسعاً فهي امرأة، فإذاً ما ننتظر حتى تبلغ البنت عمرها ثلاثة عشر أربعة عشر نقول لها الآن إذا طلعت لازم تتحجبين، لا بد أن تؤمر بسن مبكرة، ثم قلت لكم قبل قليل: إن الفساد الذي يوجد عند بعض الناس لا يسمح بالتراخي في مسألة لباس البنات إطلاقاً؛ لأنه يمكن يعتدى على البنت في سن مبكرة وتغري بعض الفسقة ممكن، ولذلك لا بد من التحفظ جداً في لباس البنات، أما يلبسها الضيق والقصير والمفتوح، لماذا يا أخي؟ أليست بنتاً مسلمة؟ أليست من أبناء هذا الدين؟ لماذا؟ إن جيتها من باب العادات والتقاليد ما تركب، وإن جيتها من باب الدين أيضاً ما تجوز، لا هكذا ولا هكذا، فإذن، لماذا نطرق أو يقول والله هذا الموجود في السوق لا يا أخي دور، وتجار الألبسة على فكرة يتحملون المسئولية عند الله يوم القيامة مسئولية عظيمة إذا جلبوا ملابس غير ساترة وروجوها بحيث المرأة تنزل السوق لا تكاد تجد عباءة شرعية، إما تجد المطرز المزركش الملون الضيق الشفاف القصير المفتوح مثل ثوب الرجل استرتش،أو ما تجد: أنت تتخيل إف سان لوران أو شانيل شركات الأزياء العالمية تصمم عباءات للنساء متى كانوا يهتمون بالعباءات أصلاً؟ ما يصممون عباءات إلا ومن ورائها شر، ولذلك الآن يقول لك فيه عباية إيطالي بثلاث آلاف وأربع آلاف، لكن اذهب وانظر شكل العباية هذه لا تمت إلى الإسلام بصلة، لون أسود لكن مطرز شفاف من هنا شفاف، صارت العباية الآن مثل الفستان ملعوب فيها، لعب بالعباءات الآن بشكل رهيب جداً، حتى المرأة تطلع صارت الآن عباية للزينة ليست للحجاب والستر، العباية الآن صارت للزينة، عباءات للسهرات، فإذن لا يوجد تقوى الله من الباعة والمستوردين والناس الذين يشترون والنساء والرجال ولي أمر المرأة.


أحسن الله إليكم: فضيلة الشيخ هذا سؤال وهو آخر الأسئلة وإلا الذي وصل إلينا كثير ولكن الشيخ يعتذر لضيق الوقت، لأن عنده محاضرة في موقع آخر، هذا السائل يقول: هل صحيح أنه يوجد بعض الملابس من القمصان عليها كتابات كفرية باللغة الأجنبية؟
نعم موجود، ولذلك أصدرت وزارة التجارة تعميماً بمنع استيراد هذه الأشياء، ونبه على ذلك بعض أهل العلم في خطبه، بعض القمصان التي يسموها تي شرت عليها كتابات بعضها كفرية وإلحادية وبعضها أسماء أندية إباحية في أوروبا وأمريكا على أساس يلبسها أفراد هذه الأندية وهذه الجمعيات، وبعضها مكتوب عليها: أنني مثلاً فتاة ليل كذا مكتوب عليها، أو إذا تريد كذا اتبعني كذا مكتوب على القميص بالإنجليزي أو الفرنسي أو مكتوب عليها دعايات للخمور، ماركات خمور عالمية موجود، ولذلك ما يجي واحد بس يعني على عماها كما يقولون يأخذ ويلبس لا انظر يا أخي ما هو مكتوب ما هو موجود.
نسأل الله أن يجنبنا وإياكم هذه وكل ما يغضبه وأن يجعلنا ممن يفعل الخيرات ويترك المنكرات.
إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد.