الجمعة 11 شوّال 1445 هـ :: 19 أبريل 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

01- ما يحبه النبي ﷺ 1


عناصر المادة
الأشخاص الذين يحبهم النبي ﷺ
 
حب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق
حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب
حب النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان
حب النبي ﷺ لأهل بيته
حب النبيصلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته
حب النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب
حب النبي صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين
حب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته خديجة
حب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته عائشة

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم عل المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله الذي جمعنا مرة أخرى في شهرنا هذا، وفي هذا البيت من بيوته.
نسأل الله أن يتغمدنا جميعًا برحمته، وأن يغفر لنا ما قدمنا، وما أخرنا، وما أسررنا، وما أعلنا، وأن يتقبل منا عملنا، ويضاعف أجرنا، ويجزل مثوبتنا، ويجعل الجنة مثوانا، إنه هو الغفور الرحيم.
وكان حديثنا في السلسلة الماضية أيها الإخوة، ولا يزال في هذه السنة أيضًا عن حبيبنا، وقدوتنا، وأسوتنا محمدًا ﷺ وهو سيد ولد آدم الذي أوجب الله علينا طاعته ،والاقتداء بهديه، واتباع سنته، وأن نقدم محبته على محبة الأولاد، والأزواج، والآباء، والعشيرة، والتجارة، والأموال، والمساكن، كان ﷺ أحسن الناس خلقًا، وأحسن الناس أدبًا.
في هذه السلسلة سنتعرض -بمشيئة الله تعالى- للكلام عن شيء من أحواله، الأحوال النبوية الشريفة: يعني ماذا كان ﷺ في محبته، في بغضه، في سروره، في غضبه، في رضاه، ماذا كان ﷺ في حزنه، في ضحكه، في بكائه، في سكوته، في كلامه، وغير ذلك من المواقف والأحوال النبوية، وكل امرئ في هذه الحياة له محبوبات من الإخوان، والأعمال، بل حتى الألبسة، والأطعمة، والأمكنة.
فنريد أن نتعرف في هذه  الليلة على محبوبات النبي ﷺ، نقل لنا الرعيل الأول ماذا كان يحب ﷺ؟

الأشخاص الذين يحبهم النبي ﷺ

00:02:15

 

حب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق

00:02:15

كان أحب الناس إليه رفيقه في الهجرة، وأنيسه في الغار، وأفضل الصحابة، وأكرمهم وهو الصديق ، كان هذا جليًا في حديث عمرو بن العاص أن النبي ﷺ بعثه على جيش ذات السلاسل، يقول عمرو: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟
ما هو سبب السؤال سبب السؤال، أن هذا الجيش الذي بعثه النبي ﷺ كان فيه أبو بكر وعمر في الجيش، ولكن من هو القائد عمرو بن العاص، فظن عمر أنه مقدم عنده على الشيخين، فسأله عن ذلك.
وجاء في رواية البيهقي: قال عمرو: فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على قوم فيهم أبو بكر وعمر إلا لمنزلة لي عنده، فأتيته حتى قعدت بين يديه. [دلائل النبوة: 1742].
فقلت: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟، قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً". [رواه البخاري: 3662، ومسلم: 2384].
جواز تأمير المفضول على الفاضل بصفة تتعلق بتلك الولاية، كأن يكون أعلم بقيادة الجيش، أو أمهر في القتال، لكن قد يكون غيره أعلم، وأفقه، وأعبد، وأزهد، لكن لا يمنع أن يكون قائد الجيش ليس هو أفضل الجيش، لكن لسبب جرت توليته، فوضح النبي ﷺ لعمرو بن العاص أن أحب الناس إليه من النساء عائشة، ومن الرجال أبوها، وذلك لسابقتيه في الإسلام، ونصحه لله ورسوله، وبذله المال والنفس في رضا الله ، وهذا لا شك يدل على منزلة الصديق الخاصة.


تفطن لعبارة النبي ﷺ في مرضه الذي قال فيه: إن الله خير عبدًا بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله، هذا العبد هناك عبد من العباد خيره الله بين البقاء في الدنيا والرحيل، فاختار الرحيل، فبكى أبو بكر وبكى بكاء كثيرًا، فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فقلت في نفسي -يقول أبو سعيد-: ما يبكي هذا الشيخ أن يكون الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله، قال: فكان رسول الله ﷺ هو العبد المخير، وكان أبو بكر أعلمنا.
فقال ﷺ: يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس عليّ في صحبته أبو بكر، ولو كنت متخذًا من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن إخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر، وفي رواية: لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر[رواه البخاري: 3904، ومسلم: 2382].
طيب قوله: إن أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر أمن الناس في العطاء والبذل، أبذل الناس لنفسه وماله، ليس من المنة التي فيها الأذية، ولكن أبذل الناس.
ولو كن متخذًا خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن إخوة الإسلام ومودته، يعني: حب الله لم يبق في قلبي موضعًا لغيره، ولذلك بقي لأبي بكر الإخوة والمودة، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي كما جاء في رواية البخاري: 3656].


فهذه المحبة الكاملة الخلة الخالصة لله تعالى مرتبة عند النبي ﷺ لا تقبل المشاركة والمزاحمة، فماذا بقي للصديق بقي المودة والإخوة في الله، وإلا المحبة العليا لله ما فيها شريك، ولا تقبل المزاحمة.
طيب ماذا بالنسبة لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ما هي الخوخة؟
الباب الصغير بين البيتين، أو بين الدارين، لا تبقوا بابًا غير مسدود إلا باب أبي بكر، فاتركوه بغير سد، وهذا فيه إشارة إلى خلافته من بعده.
طيب ما هي الخوخة هذه أين تكون؟
كانت بعض دور الصحابة ملاصقة للمسجد من الجدار من الخلف ملاصقة، فكان الواحد منهم بين بيته وبين المسجد باب، يفتح الباب يصير في المسجد، فكره النبي ﷺ أن يجعل المسجد بهذه المثابة، الناس من البيت للمسجد، كانت هذه له ﷺ بصفته الإمام بينه والمسجد باب واحد، إذا خرج من بيته دخل المسجد تلقائيًا، يعني ما بين بابين ما هو يخرج ثم يدخل يخرج من بيته ثم يدخل المسجد، لا خروجه من بيته هو دخوله للمسجد، وخروجه من المسجد من هذا الباب هو دخول لبيته، ما أبقى خوخة إلا تسد بين بيوت الناس الملاصقة للمسجد إلا خوخة أبي بكر، ومعناها أبو بكر له ميزة، ومعناها أن هذا إشارة لشيء بعد ذلك.
وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة: "أن دار أبي بكر التي أذن له ﷺ في إبقاء الخوخة منها إلى المسجد كانت ملاصقة للمسجد، ولم تزل بيد أبي بكر حتى احتاج إلى شيء يعطيه لبعض من وفد عليه، فباعها -باع هذه الدار- فاشترتها منه حفصة بنت عمر بأربعة آلاف درهم، فلم تزل بيدها حتى أراد عثمان توسيع المسجد في خلافته، فطلبوه منها ليوسعوا بها المسجد فامتنعت، وقالت: كيف بطريقي إلى المسجد؟
قالوا: نعطيك دارًا أوسع منها، ونجعل لك طريقًا مثلها، فسلمت ورضيت". [فتح الباري: 7/14].

حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب

00:09:02

بعد الصديق من الذي يتلو في الدرجة والمحبة عند النبي ﷺ عمر بن الخطاب، وقد بلغت محبة هذين الرجلين عند النبي ﷺ أن جعلهما بمنزلة السمع والبصر.
فعن عبد الله بن حنطب أن رسول الله ﷺ رأى أبا بكر وعمر، فقال: هذان السمع والبصر [رواه الترمذي: 3671]، وهو حديث صحيح. [صححه الألباني السلسلة الصحيحة: 814].
يعني أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس.
وعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أي أصحاب النبي ﷺ كان أحبه إليه؟
قالت: أبو بكر، قال: ثم من؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من؟ قالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح، قلت ثم من؟ فسكتت. [رواه الترمذي: 3657، وابن ماجه: 102، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة: 84].
لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة [رواه البخاري: 4382] ، لكن أبو عبيدة مات مبكرًا، يعني في خلافة عمر، فما كان في مناقشات الخلافة؛ لأنه مات مبكرًا، وإلا هو الذي أرسله النبي ﷺ إلى نجران، وأخذ جزية أهل نجران، لأبعثن إليكم رجلاً أمينًا حق أمين [رواه البخاري: 3745، ومسلم: 2420]، فكل الصحابة تشوفوا، فإذا به يختار أبا عبيدة.
وعن ابن عباس قال: وضع عمر على سريره -يعني الجنازة لما مات وطعن- فتكلفه الناس يدعون، ويصلون قبل أن يرفع، -يعني للدفن- وأنا فيهم -يقول ابن عباس- فلم يرعني إلا رجل من خلفي قد وضعه مرفقه على منكبي، يقول: رحمك ما خلفت أحدًا أحب إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك" -يعني النبي ﷺ وأبي بكر- "لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله ﷺ يقول: كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما".


يقول ابن عباس: "فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب "، وفي هذا رد على فرية الذين يقولون: إن علياً كان يكره عمر، ويرجون لذلك في فضائياتهم المنحلة في العقيدة، فإذًا علي كان يحب عمر، وكان ما في شخص أحب أن ألقى الله بصحيفته، يعني بأعماله بعد عمر مثل عمر". [رواه البخاري: 3677، ومسلم: 2389].
وعن محمد بن سيرين قال: ما أظن رجلاً ينتقص أبا بكر وعمر يحب النبي ﷺ". [رواه الترمذي: 3768].
لأن الذي لا يحب أصحاب محمد ﷺ ووزيري محمد ﷺ، والسمع والبصر هل هو يحبه ﷺ؟

حب النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان

00:12:52

كان ﷺ يحب عثمان، أيضًا وقد قال عمر قبل وفاته: "إني لا أعلم أحدًا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض"، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فاسمعوا له وأطيعوا، فسمى عثمان، وعليًا، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص". [رواه البخاري: 1392].
وبلغ من محبة النبي ﷺ لعثمان أن زوجه ابنتيه: رقية، وأم كلثوم.
واسمعوا لهذا الحوار بين مسلم سني من أهل السنة وبين رجل رافضي خبيث، فروى العقيلي، وابن عدي بسنديهما عن عباد بن عباد قال: أتيت يونس بن خباب، وكان رافضيًا بمنى، وهو يقص" -يعني يعظ- "يزعم أنه يعظ، فسألته عن حديث القبر، فحدثني به، ثم قال: إن فيها شيء قد كتمته المرجئة الفسقة" -يعني يقصد أهل السنة، ما هذا الشيء الذي في القبر الذي فتنة القبر الذي كتمته أهل السنة؟ ما هو؟-.
فقلت: ما هو؟
قال: -يعني بعد ما يسأل الإنسان في قبره من ربك؟ ربي الله. ومن نبيك؟ نبي محمد. وما دينك؟ الإسلام-.
قال: يسأل من وليك؟
فيقول: وليي علي.
فقلت: ما سمعت بهذا قط، -فرية كذب من أين جئت بهذا؟-
قال: من أين أنت؟
قلت: من أهل البصرة.
قال: أنتم تحبون عثمان الذي قتل بنتي النبي ﷺ" -شوف الفرية، من زمان هؤلاء المبتدعة يقعون في الصحابة، يتهم عثمان، يقول: قتل البنتين-.
فقلت: له قتل واحدة، فلم زوجه الأخرى؟ -طيب قتل أولاً واحدة، طيب كانت عنده أولاً واحدة وقتلها، فلم زوجه الأخرى؟
فبهت، ولم يجد جوابًا، وقال: أنت عثماني خبيث". [الضعفاء للعقيلي: 4/440، رقم: 2089].

حب النبي ﷺ لأهل بيته

00:15:14

كان النبي ﷺ يحب أهله، يحب فاطمة، وعليًا، والحسن، والحسين، يحب آله.

حب النبيصلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته

00:15:25

فعن علي بن أعبد قال لي علي : ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله ﷺ، وكانت من أحب أهله إليه؟
قلت: بلى.
قال: إنها جرت بالرحاء" -يعني الرحاء التي تطحن كانت تديرها حتى أثرت في يدها، فاطمة رضي الله عنها "واستقت بالقربة، وحملت حتى أثرت في نحرها" -يعني في صدرها- "وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، فأتى النبي ﷺ خدم، فقلت" -يقول علي لفاطمة رحمة بها-: "لو أتيت أباك فسألتيه خادمًا من الخدم الذين عنده في السبي"، فأتته فاطمة، فوجدت عنده حداثًا" -يعني رجال يتحدثون- "فرجعت استحيت ورجعت فأتاها النبي ﷺ من الغد" -عرف أن لها حاجة- "فقال: ما كان حاجتك؟ فسكتت فاطمة استحياء.
فقلت: -يقول علي-: أنا أحدثك يا رسول الله جرت بالرحاء حتى أثرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاء الخدم أمرت أن تأتيك فتستخدمك، -يعني تطلب منك خادمًا يقيها حر ما هي فيه- فقال ﷺ لابنته: إذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثًا وثلاثين، واحمدي ثلاثًا وثلاثين، وكبري أربعًا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من خادم.
فقالت: رضيت عن الله ، وعن رسوله ﷺ. [رواه أبو داود: 2990]، والحديث أصله في الصحيحين [البخاري:3705، ومسلم:2727].
ويفهم منه حبه ﷺ لفاطمة، وأحالها على الذكر ليكون عوضًا لها عن الخادم، معناه هذه الأذكار قبل النوم تقوي الجسم، وتعين على عمل البيت، فإذا شكت بعض أخواتنا اليوم من كثرة أعمال البيت، فقالت: تنظيف، وغسيل، وكوي، وفي رمضان الطبخ، والأولاد فوق رأسي، وهذا في بطني، وهذا يرتضع من ثدي، وهؤلاء كالعفاريت، والزوج له طلبات، أين أذهب؟ وماذا أفعل؟


فنقول لقد علم النبي ﷺ فاطمة بنته هذه الأذكار لتقوي بدنها، وتساعد في خدمة البيت، والعمل في البيت، ولذلك الذكر له قوة في الجسد، وليس في القلب فقط،  سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، الحمد لله ثلاثًا وثلاثين، الله أكبر أربعًا وثلاثين قبل النوم.
وهو الذي قال ﷺ: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها [مسلم:2449].
وتقول عائشة رضي الله عنها "ما رأيت أحدًا أشبه سمتًا، ودلاً، وهديًا برسول الله ﷺ في قيامها، وقعودها من فاطمة بنت رسول الله ﷺ، وكانت إذا دخلت على النبي ﷺ قام إليها فقبلها"، وفي رواية أبي داود: "فأخذ بيدها فقبلها". [رواه أبو داود: 5219].
وفي البخاري وفي الأدب المفرد: "قام إليها فرحب بها، وقبلها، وأجلسها في مجلسه". [الأدب المفرد: 971]. يعني: تكريمًا لها. [رواه أبو داود: 5219، والنسائي: 8265، وهذا صحيح، صححه الألباني صحيح الترمذي: 3039].

حب النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب

00:19:24

وحبه لعلي واضح جداً، كما قال سلمة بن الأكوع كان علي تخلف عن النبي ﷺ في خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله ﷺ، فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ فلما قدمنا خيبر خرج ملكهم مرحب اليهودي" -اسمه مرحب لا مرحبًا به إنه صال النار- "خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه" -يعني يرفعه ويضعه- "ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب شاك السلاح بطل مجرب

يعني بالشجاعة، وأنه من الفرسان.
إذ الحروب أقبلت تلهب
شاك السلاح: يعني تام السلاح جاهز.
قال: فبرز له عمي عامر. -من المسلمين- فقال:

قد علمت خيبر أني عامر شاك السلاح بطل مغامر

غامرت في غمرات الحروب وشدائدها، "فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر" -سيف اليهودي راح وقع في ترس المسلم- وذهب عامر يسفل له ويضربه، فرجع سيف عامر على عامر، قدر الله ارتد سيف عامر على عامر فقطع أكحله، فكانت فيه نفسه يعني مات مات من هذا الجرح، قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي ﷺ يقولون: بطل عمل عامر قتل نفسه، فأتيت النبي ﷺ وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر، قال رسول الله ﷺ: من قال ذلك؟، قلت: ناس من أصحابك، قال: كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين، فإذًا من مات في حرب الكفار فهو شهيد، ولو مات بسلاح نفسه، يمكن يرتد عليه سلاحه، يمكن ينفجر فيه سلاحه، بلا قصد هذه أمور الحرب، فيها مفاجآت.


فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها، قال رسول الله ﷺ: لأعطين الراية رجل غدًا يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدو على رسول الله ﷺ يعني كلهم يرجى أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟، قالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله، فأرسلني إلى علي، يقول سلمة: فأتيت عليًا، فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله ﷺ، فبصق في عينيه، فبرأ، وأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا" -يعني مسلمين- قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم، هي الإبل أنفس الأموال عند العرب، وخرج مرحب مرة أخرى، يقول:

قد علمت خيبر أني مرحب شاك السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة
ما هي السندرة؟
مكيال واسع، معناه: أقتل الأعداء قتلاً ذريعًا.
وما معنى حيدرة؟
من أسماء الأسد، وكانت أم علي سمته أول ولادته أسدًا باسم جده لأمه أسد بن هاشم بن عبد مناف، وكان أبو طالب غائبًا، فلما قدم سماه عليًا، وسمي الأسد حيدرة لغلظه؛ لأن الحادر في اللغة الغليظ القوي.
فقوله: أني حيدرة: يعني في الجرأة والقوة والإقدام، ومرحب اليهودي قد جاء عنه كان قد رأى في المنام أن أسدًا يقتله، فذكره علي بهذا ليخفيه، ويضعف نفسه، مرحب هذا كان رأى في المنام أن أسدًا يقتله، وعلي عرف هذا، فلما خرج له في القتال قال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
حيدرة من أسماء الأسد هذه فيها ضربة نفسية كبيرة، فضرب علي رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه، وهذه القصة في: [البخاري: 3009، ومسلم: 1807].
وقد جعل النبي ﷺ حب علي من علامات الإيمان، ولذلك قال علي والذي فلق الجبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي ﷺ إليّ: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق [رواه مسلم: 78].
فمن عرف عليًا ، وقربه من النبي ﷺ، وحب النبي ﷺ له، ونصرة علي للإسلام، والسوابق التي كانت له في الإسلام، لا بد أن يحبه.
ومعنى فلق الحبة: يعني شق النبات.
وبرأ النسمة: النسمة: هي الإنسان، يعني خلق الإنسان.

حب النبي صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين

00:25:09

من الناس الذين كان يحبهم النبي ﷺ أيضًا بالإضافة إلى ما تقدم الحسن والحسين، فعن أسامة بن زيد قال: طرقت النبي ﷺ ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي ﷺ وهو مشتمل على شيء معه، شيء مغطيه لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه، فكشفه، فإذا حسن وحسين على وركيه مغطيهما، فقال: هذان ابناي، وابنا بنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما [رواه الترمذي وحسنه: 3769، وحسنه الألباني صحيح الترمذي: 2966].
وعن أبي هريرة قال: خرجت مع رسول الله ﷺ في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع، ثم انصرف حتى أتى خباء فاطمة، عند الباب، قال: أثم لكع؟ -عند باب بيت فاطمة- أثم لكع.
واللكع: يطلق على الصغير، كما يطلق على اللئيم، لكن المراد منه الأول، "فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخابًا" -أثم لكع الصغير، أين الصغير موجود وإلا لا، والصغير تأخر، يقول الراوي: "ظننا أنها تغسله وتلبسه سخابًا".
ما هو السخاب؟ السخاب في اللغة: قلادة من القرنفل، أو الياسمين، أو المسك والعود، فيها طيب، تعمل على هيئة السبحة، تجعل قلادة للصبيان والبنات الصغار، قلادة من القرنفل، وإلا من الياسمين، وإلا من الورد، وإلا من العود فيها أخلاط من الطيب، تجعل مثل هيئة السبحة، تلبس للولد في العنق، يدل على جواز إلباسها للصغير، بعض الناس عندهم العادة هذه، يضعون هذا في أعناقهم، لا ما هي من التمائم، التمائم فيها كتابات وحروز، هذه ما هي من التمائم، هذه للصغار، وهي من الطيب، يعني التطيب، وليس حرز بقصد دفع الضرر، ودفع العين، ودفع السوء، لا هذه للرائحة الطيبة، للتطيب خاصة بالصغار.


"فلم يلبث الحسن أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه" يعني: النبي ﷺ اعتنقه، والحسن اعتنق النبي ﷺ، فقال ﷺ: اللهم إني أحبه فأحبه، وأحبب من يحبه، قال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعدما قال النبي ﷺ ما قال. [رواه البخاري: 2122، ومسلم: 2421].
فهذا يبين حب النبي ﷺ لحفيده، ومداعبته له، وملاطفته له، وتواضعه للأطفال.
قال النووي: "وفي الحديث جواز إلباس الصبيان القلائد والسخب ونحوها من الزينة، وتنظيفهم لاسيما عند لقائهم أهل الفضل". [شرح مسلم للنووي: 7/200].
فإذا جاء واحد للبيت يريد الصغير فأمه تنظفه قبل أن يخرج إلى الضيف، خصوصًا إذا كان من أهل الفضل.
وعن يعلى بن مرة أنهم خرجوا مع النبي ﷺ إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، فتقدم النبي ﷺ أمام القوم بسط يديه، فجعل الغلام يفر ها هنا وها هنا، ويضاحكه النبي ﷺ يساعيه ويحاصره حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى في فأس رأسه، فقبله" الطرف المنتشر على القفا من وراء، وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، حسين سبط من الأسباط [رواه الترمذي: 3775، وابن ماجه: 144، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1227].
حسين مني وأنا من حسين في الاتصال لأن هذا ابن بنته، هذا السبط هذا من ولد الولد، لأن الولد في اللغة يطلق على الذكر، وعلى الأنثى، وهذا يدل على مكانة الحسين من النبي ﷺ، ولذلك كان ﷺيقول: إن الحسن  والحسين هما ريحانتاي من الدنيا [رواه البخاري: 3753، والترمذي: 3770]، واللفظ له.


ورياحنتي: لأن الأولاد يشمون، الريحان يشم، فشم الأولاد سنة، التقبيل والشم شم الولد من السنة.
وكذلك كان ﷺ يحب من أقاربه يحب عمه أبا طالب، طيب أبو طالب مشرك، والدليل على أن النبي ﷺ كان يحبه القصة التي نزلت بسببها آية إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [القصص: 56]، لكن أيش نوع الحب هنا؟ -هذه مسألة مهمة جداً- أبو طالب يحوطه، وينصره، ويدافع عنه، وكان النبي ﷺ محبته لعمه محبة طبعية لا محبة شرعية، في محبة طبيعة، مثلاً أنت تحب نوعًا من الطعام، فهل محبتك للطعام محبة شرعية تؤجر عليها مثل محبة الصيام، ومحبة الصلاة، ومحبة الأنبياء، ومحبة الصحابة، ومحبة القرآن؟ افرض أنك أنت تحب القرع، مثلاً تحب السمك ما نوع محبتك لهذا الطعام؟ محبة طبعية. كذلك محبة النبي ﷺ لعمه كانت محبة طبعية، وليست محبة شرعية؛ لأنه ما يجوز يحبه محبة شرعية وهو كافر، ولما حضرت أبا طالب الوفاة" -يعني دلائلها وعلاماتها- "جاءه النبي ﷺ فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله ﷺ يا عم: قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب" -هذا أبوك تموت على غير ملة عبد المطلب- والنبي ﷺ يعيد عليه، وأولئك قرناء السوء يعيدون عليه حتى مع الأسف كان آخر ما قاله أبو طالب: أنه على ملة عبد المطلب، ومات، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فنزلت الآية، قال ﷺ، أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فقال الله: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [القصص: 56]، [رواه البخاري: 3884، ومسلم: 24]، فهذه محبة طبعية لقرابته، أو أن يقال إنه كان يحب أن يهتدي، وليست المحبة الشرعية.
طيب قد تكون محبة طبعية وشرعية معًا، مثل فاطمة ابنته، حمزة عمة، خديجة، وعائشة، زوجاته؛ لأن الإنسان يحب زوجته محبة طبيعية، ولكن لأنها مؤمنة يحبها أيضًا محبة شرعية، ولذلك لو قال لك واحد: إذا أباح للمسلم أن يتزوج بكتابية فهل يجوز أن يحبها؟
فتقول المحبة الطبيعية نعم، أما المحبة الشرعية لا.

حب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته خديجة

00:34:00

وكان ﷺ يعني يحب خديجة حتى قالت عائشة -مع أن عائشة ما رأت خديجة- قالت: "ما غرت على نساء النبي ﷺ إلا على خديجة، وإني لم أدركها، كان رسول الله ﷺ إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، فأغضبته يومًا، فقلت: خديجة". [رواه مسلم: 2435].
-وفي رواية: "قالت كان النبي ﷺ يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة-، فقال رسول الله ﷺ: إني قد رزقت حبها [رواه مسلم: 2435].
وفي رواية للبخاري: إنها كانت وكان لي منها ولد [رواه البخاري: 3818]، أولاده من خديجة، وكانت يعني فاضلة، وعاقلة، وآوتني، وصدقتني، وواستني، وأنفقت عليّ، وأم أولادي. كل أولاد النبي ﷺ منها إلا إبراهيم كان من جاريته مارية.
طيب خديجة لها بيت في الجنة من قصب لا وصب فيه  ولا نصب ولا صخب، كما كانت ترعى النبي ﷺ.

حب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته عائشة

00:35:27

عائشة أيضًا كان لها المنزلة العظيمة في قلب النبي ﷺ حتى كان الصحابة يتقربون بهداياهم إلى النبي ﷺ في يوم عائشة، وهذا سبب أزمة داخل البيت النبوي، يعني غيرة بقيت الزوجات يقولن: ماذا معنى الهدايا ما تأتي إلا في يوم عائشة؟
قالت عائشة: "أن نساء الرسول ﷺ كن حزبين" -الحديث هذا في البخاري ومسلم- "فحزب فيه عائشة، وحفصة، وصفية، وسودة، والحزب الآخر فهي أم سلمة، وبقية زوجات النبي ﷺ، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله ﷺ لعائشة فإذا كان عند أحدهم هدية يريد أن يهديها للنبي ﷺ أخرها حتى إذا كان رسول الله ﷺ في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله ﷺ في بيت عائشة، فكلم حزب أم سلمة" -كلموا أم سلمة- "قلنا لها: كلمي رسول الله ﷺ يكلم الناس، فيقول: من أراد أن يهدي على رسول الله ﷺ هدية فليهدي إليه حيث كان من بيوت نسائه، فكلمته أم سلمة بما قلنا، فلم يقل لها شيئًا" -لأنه ما هو مناسب، يا ناس الذي يريد يهديني، ما هو مناسب، ما يليق- "فكلمته أم سلمة، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها، قالت: ما قال لي شيئًا.
فقلنا لها: فكلميه فكلمته حين دار إليها، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا.
فقلنا لها: كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته.
فقال لها: لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة.
فقالت: أتوب إلى الله من آذاك يا رسول الله" -لكن النساء ما تعبن من المحاولة- "دعون فاطمة بنت رسول الله ﷺ فاستأذنت عليه، وهو مضطجع معي في مرطي، تقول عائشة: فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني يسألنك في بنت ابن أبي قحافة، وأنا ساكتة، تقول عائشة: يعني يطلبن العدل والمساواة، خلاص الذي يريد يرسل هدية يرسل في يوم الذي هو عندها.


فقال: يا بني ألا تحبين ما أحب، قالت: بلى، قال: فأحبي هذه على عائشة، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك، فرجعت إلى أزواج النبي ﷺ فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله ﷺ.
فقلن لها: ما نراك أغنيتي عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله ﷺ كلميه، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدًا، فأرسلنا إلى زينب بنت جحش، تقول عائشة عن زينب: وهي التي كانت تساميني" تنافسني منها في المنزلة عند رسول الله ﷺ، تقول عائشة: ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، يعني تشتغل وتشتغل حتى تطلع شيء تتصدق به، وتقرب به إلى الله ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئات، كان عند زينب رضي الله عنها أحيانًا سرعة غضب، ولكن تفيء وترجع منها بسرعة، تهدأ منها بسرعة.
"فذهبت زينب حتى استأذنت، ورسول الله ﷺ مع عائشة في مرطها على الحال التي دخلت فاطمة وهو بها، فقالت -يعني زينب-: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت عائشة: ثم وقعت بي -يعني زينب تنتقد- فاستطالت عليّ، قالت عائشة: وأنا أرقب رسول الله ﷺ وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها؟ -يعني أرد- فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله ﷺ لا يكره أن انتصر، قال: فتكلمت -عائشة ترد على زينب- حتى أسكتتها، قالت عائشة: فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها" -يعني سكتها خلاص ولا كلمة أفحمتها في الجواب- "فنظر رسول الله ﷺ إلى عائشة، وتبسم، وقال: إنها بنت أبي بكر [رواه البخاري: 2581، ومسلم: 2442].


يعني من كمال فهمها، ومتانة عقلها، ومن شابه أباه فما ظلم، وكان ﷺ من محبته لها أراد أن يمرض في بيتها لما مات، ولما كان في مرضه جعل يدور في نسائه، ويقول: أين أنا غدًا؟ حرصًا على بيت عائشة، قالت عائشة: فلما كان يومي سكن". [رواه البخاري: 3774].
سكت عن ذلك القول، وعند عائشة كما تقول: توفي النبي ﷺ في بيتي، وفي يومي، وبين سحري -الرئة الصدر- ونحري -يعني رأسه كان ما بين النحر والسحر الصدر- "مات ورأسه ما بين سحري ونحري" [رواه البخاري: 1389].
وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يومه من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة". [رواه البخاري: 4450].
ما هي لما مر عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده جريدة رطبة، فنظر إليه النبي ﷺ فظننت أن له بها حاجة، فأخذتها فمضغت رأسها، ونفضتها فدفعتها إليه، فاستن بها كأحسن ما كان مستنًا، ثم ناولنيها فسقطت يده، أو سقطت من يده. [رواه البخاري: 4451].
فلو قلت آخر سنة فعلها النبي ﷺ قبل أن يموت هي السواك فاستوصوا بالسواك خيرًا، هذه بعض الشخصيات بعض الأشخاص الذين كان يحبهم النبي ﷺ من الرجال والنساء، نسأل الله أن يرزقنا حبه، وحب من يحب، وحب ما يحب، وحب كل عمل يقربنا إليه، وصلى الله على نبينا محمد.