الجمعة 18 شوّال 1445 هـ :: 26 أبريل 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

معالجة النية


عناصر المادة
الخطبة الأولى
أهمية النية
كيفية تصحيح النية
من أحكام النية
الخطبة الثانية
خطورة التعذر بعدم النية

الخطبة الأولى

00:00:05

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

أهمية النية

00:00:27

فإن النية محط نظر الله تعالى من العبد، وإن العباد يبعثون على نياتهم، وقال النبي ﷺ: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم[رواه مسلم2564]وحديث: إنما الأعمال بالنيات[رواه البخاري1] يدور الدين عليه، وهو ثلث العلم، وهذه النية نواة الصلاح، وبذرة القبول، وأعمال العباد مرهونة بصلاح النوايا، وحظ العامل ونصيبه من العمل نيته، فإن كانت صالحة كان له الأجر، وإن كانت فاسدة فعليه الوزر، صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية.

النية نواة الصلاح، وبذرة القبول، وأعمال العباد مرهونة بصلاح النوايا، وحظ العامل ونصيبه من العمل نيته، فإن كانت صالحة كان له الأجر، وإن كانت فاسدة فعليه الوزر

وأخلص النية فيما تبتغي إنما النية للفعل كروح

هذه النية في أعمالنا كالأرواح في الأجساد، ومن خطير أمر النية أنها لا تدع قولاً ولا فعلاً إلا كانت أصله ومبدؤه، وداؤها وسوسها الرياء، وإذا كان التفات الرجل

في صلاته اختلاس يختلسه الشيطان من العبد فكيف بمن يلتفت قلبه إلى غير الله فيقصد بعمله غير الله؟ إصلاح النية فيه مجاهدة وصعوبة، ولكن ييسره الله تعالى على من أخلص، تصفية العمل من الآفات أشد من العمل نفسه، وحدث يزيد بن هارون بحديث:  إنما الأعمال بالنيات[رواه البخاري1] وأحمد بن حنبل رحمه الله جالس فقال أحمد ليزيد: يا أبا خالد هذا الخناق، هذا الشيء الصعب، هذا الشيء الذي يحتاج إلى جهاد، القلب كثير التقلب وهو رقيق تؤثر فيه الخطرات، وقد قال ﷺ: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء[رواه مسلم2654]، وقال: لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياً[رواه أحمد23304]، فتصحيح النية يشق على النفس تحتاج القضية فيه إلى معالجة، حتى قال سفيان رحمه الله وهو من أئمة السلف: ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي فإنها تتقلب عليَّ، تتغير وتتحول، يحتاج إلى ردها، وإلى توجيهها، وإلى تحديدها.

 

وقال رجل من العلماء: اثنتان أنا أعالجهما منذ ثلاثين سنة: ترك الطمع فيما بيني وبين الناس، وإخلاص العمل لله ، تخليص العمل حتى يخلص أشد من العمل، والخوف على العمل وحفظ العمل بعد أدائه أشد من العمل نفسه، تخليص النية من فسادها أشد من طول الاجتهاد؛ لأن قطاع الطرق كثيرون، وأنت في سيرك إلى الله يخرج عليك العدو من هاهنا وهاهنا، وأنت تقاوم، وتجاهد، وتصحح، وتوجه، وتذكر نفسك.

قال بعض العلماء: وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال ليس إلا، فإنه ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع ذلك. ما ابتلوا، ما أتاهم إبليس إلا من هذا الباب.

روى ابن عساكر: أن أبا الحسين النوري رحمه الله اجتاز بزورق فيه خمر، فقال: ما هذا؟ ولمن هذا؟ فقال له الملاح: هذا خمر لأحد الكبراء وسماه، فصعد أبو الحسين إليها، فجعل يضرب الدنان -جرار الخمر- بعمود في يده حتى كسرها إلا واحداً، فجاءت الغلمان فأخذوه، فأوقفوه بين يدي صاحب الجرار، فقال له: ما الذي حملك على ما فعلت؟ قال: شفقة عليك، ولدفع الضرر عنك، وهذا جواب سديد حكيم في الدعوة، شفقة عليك ولدفع الضرر عنك، قال: ولأي شيء تركت منها واحداً؟ قال: لأني إنما أقدمت عليها فكسرتها إجلالاً لله تعالى فلم أبالي أحداً، فلما انتهيت إلى هذا الأخير دخل في نفسي إعجاب من قبيل أني أقدمت على مثلك. يعني: قد صارت عندي هذه القوة والجرأة فأعجبت فتركته، قال: اذهب قد أطلقت يدك فغيِّر ما أحببت أن تغيره من المنكر.

كيفية تصحيح النية

00:05:31

تصحيح النية هو تأهيل للعمل ليقبله الله ، وفساد النية يسبب حبوط العمل، وضياع الجهد، وفضيحة في الدنيا والآخرة، وتصبح الأعمال هباء منثوراً، ومثل فساد العمل إذا خالطته النية الفاسدة كشخص عنده سند بمليون ليس عنده إثبات إلا هو فكان مقلوباً على الوجه الآخر فظنه ورقة عادية مرة فأخذه فكتب عليه بعض الأرقام والحسابات، ثم مزقه، ثم اكتشف أن هذا سند المليون قد ضاع، فكيف يكون ندمه وحسرته وقد ذهب ماله أدراج الرياح؟ فهل يريد العبد أن يجهد نفسه في صوم، وصدقة، وتلاوة، وبر الوالدين.. ونحو ذلك ثم يذهب أجره هباء منثوراً بتسميع، أو رياء، أو إعلان، يقصد به المفاخرة، ورجاء ما في أيدي الناس؟ فلا تكن كمن يحرث في الماء، أو يبذر في الصحراء.

وقد أشار شيخ الإسلام رحمه الله إلى أن كثيراً من الاختلافات في المذاهب التي فيها تعصب، وتناحر، وتضارب بين أتباعها سببه فساد النية، إرادة العلو في الأرض، والبغي على الآخرين، وقل مثل ذلك الآن في مشكلات كثيرة عند الناس، لو صفت النوايا بين الزوجين لانتهت مشكلات زوجية كثيرة، لو صفت النوايا بين الشركاء لاكتفت المحاكم من قضايا كثيرة.

عباد الله: يطلب بعض الناس الدنيا بعمل الآخرة فيقول: أدخل شريعة لأجل شهادة، لماذا؟ محاماة، فقط هذه نيته، لماذا لا تكن النية تعلم الدين لله وما يأتي من المصالح بعد ذلك تبعاً لا يضر، إذا كان الأساس لله ما يحصل بعد ذلك تبعاً لا يضر، أنت تصوم لله فإن حصل بالصوم فوائد صحية فحيا هلا.

عباد الله: قال العلماء في تعلم العلم: يجب أن يحسن النية فيه، قال أحمد رحمه الله: طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته، قيل: فأي شيء تصحيح النية؟ قال: ينوي أن يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل. قال أبو العالية: تعلمت الكتابة والقرآن فما شعر بي أهلي، ولا رؤي في ثوبي مداد قط. قال الحسن رحمه الله: من طلب بالعلم عرض الدنيا عصا ربه، وأتعب نفسه وباء بالإثم، قال معمر: طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم إلا أن يكون لله.

أحياناً يحدث أن بعض الناس يبدأ بالعمل لغير الله فيوفقه الله وتدركه رحمة الله فيغير نيته، إذن تصحيح النية ممكن، أنت يمكن أن تبدأ بعمل لأجل مخلوق، ثم يحضرك خوف الله، ومراقبة الله، وقصد الله، فتذهب النية الباطلة، وتحل بدلاً منها نية طيبة، فهنيئاً في هذه الحالة، وقد تكون النية الحسنة خفيفة ثم تقوى، قال مجاهد رحمه الله: "طلبنا العلم ومالنا فيه كثير نية، ثم رزقنا الله تعالى فيه تصحيح النية" ولأن فساد النية قد يقع في التآليف حتى الشرعية فطن الأئمة لهذا، وابتدأ البخاري وغيره كتبهم -رحمهم الله- بحديث: إنما الأعمال بالنيات[تقدم تخريجه]، وبعض ما كتب فيه إبداعات، في السجع، وخطب، ومنثورات، وبلاغات، ولكنها لا تثمر، نوايا بعض المؤلفين حملت كتبهم في مشارق الأرض ومغاربها، كم من مصل أضنى نفسه قياماً، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكذلك بذل الأموال فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقياً، وما أعظم ما تنفقه بعض المنظمات العالمية والدعايات الانتخابية لتحقيق شهرة، أو تحسين سمعة، أو كسب أصوات الناس، فيعملون أعمال بر لأجل ذلك، فيذهب عملهم هباء منثوراً، فكيف بمن يرائي بمال غيره إنها مصيبة، قال مالك رحمه الله: "قولوا لمن لم يكن صادقاً لا تتعب" وأسوأ من ذلك من يجمع بين الرياء والكذب، قال بعض السلف: "أدركنا الناس يراءون بما يعملون فصاروا الآن يراءون بما لا يعملون" فيقول: فعلت وفعلت وهو كذاب، فيرائي على كذب.

كان بشر رحمه الله يصلي فيطول، فرآه رجل وجعل ينظر إليه، ففطن لذلك بشر، فلما انصرف من الصلاة قال: يا أخي لا يعجبك ما رأيت مني فإن إبليس قد عبد الله دهراً مع الملائكة. يعني: ثم انحرف، ولذلك قد يقوم بعض الناس بأعمال في خدمة الدين، لكن القصد ليس لله، وتحصل مصالح من جراء ذلك، فبأي شيء يفسر هذا؟ الجواب: أخبر النبي ﷺ: أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر[رواه البخاري3062].

عباد الله: لا بد أن يكون الواعظ صادقاً في النصيحة، ولا بد أن يكون من يدخل المنصب قاصداً وجه الله، وإذا رأى في المسابقة الوظيفية من هو أمثل منه لا يتقدم عليه، وما أسهل الكلام وأصعب العمل، قال بعض العلماء: أعربنا في القول ولحنا في العمل. يعني: كلامنا فصيح وعملنا ركيك.

كان طاووس رحمه الله لا يحدث إلا بنية، ويسأل أن يحدث، حدثنا عن النبي ﷺ، فلا يحدث أحياناً، فقيل له في ذلك، قال: أتحبون أن أحدث بغير نية، إذا حضرتني نيتي فعلت.

واحذر ضحك الشيطان في ست ساعات: ساعة الغضب، والمفاخرة، والمجادلة، وهجمة حماس مفاجئة، وبكاء وأنت تعظ الناس، وقد يقع فساد النية حتى في أشق الأعمال وهو الجهاد؛ ولذلك أخبر النبي ﷺ أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، وسئل ﷺ: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ليقال شجاع ليذكر بذلك بجرأته، فقال ﷺ: لا شيء لهأعيد السؤال فأعيد نفس الجواب، فقال ﷺ: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه[رواه النسائي3140].

من أحكام النية

00:12:27

عباد الله: نحتاج في قضية النية إلى أمور:

منها: إذا هممت بالحسنة فاعملها، وإذا هممت بالسيئة فلا تعملها، وذلك أن الله يأجرك عشراً على فعل الحسنة ويأجرك على ترك السيئة وعدم فعلها.

بعض الناس يترك العمل الصالح خشية الرياء، وهذا من إقعاد الشيطان وتلبيسه، إذا حضرتك فرصة لعمل صالح فاجعل نيتك لله وأقدم، لا تترك الفرصة أبداً، وإذا قال لك الشيطان: أنت مراء، فاجعل كيده في نحره واعملها لله.

وكذلك فإن بعض الناس يترك العمل الصالح خشية الرياء، وهذا من إقعاد الشيطان وتلبيسه، إذا حضرتك فرصة لعمل صالح فاجعل نيتك لله وأقدم، لا تترك الفرصة أبداً، وإذا قال لك الشيطان: أنت مراء، فاجعل كيده في نحره واعملها لله.

وأيضاً: فإن النية الحسنة لا تصحح العمل إذا كان باطلاً، فقد يكون العمل على غير السنة ونية صاحبه طيبة، يريد أن يتقرب إلى الله، لا ينفعه ذلك، ولو كان رجل يسرق ويتصدق أخذ واكتشف أمره فقال: أنا أسرق لأن السيئة بواحدة وأتصدق فأكسب عشر حسنات فأنا بالنتيجة قد كسبت تسعاً، وهذا جاهل والسبب في ذلك ما هو يا عباد الله؟ كيف نرد على هذه الشبهة؟

الجواب: أن الله لا يقبل عمله لأنه من حرام، الصدقة التي من حرام هل يقبلها الله؟ إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً[رواه مسلم1015] وبالتالي ليس له عشرة ولا واحد، ويبقى عليه إثم السرقة.

اللهم إنا نسألك أن تعلمنا ما ينفعنا، وأن تنفعنا بما علمتنا، وأن تزيدنا علماً، وأن ترزقنا التقوى والتمسك بالعروة الوثقى، وصحة النية، وصحة العمل يا رب العالمين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:14:49

الحمد لله وسبحان الله، أشهد أن لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله أمينه على وحيه وصفيه ومصطفاه من خلقه، صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه، وذريته الطيبين، وأزواجه، وخلفائه الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك وزد على نبينا محمد صلاة وسلاماً إلى يوم الدين.

خطورة التعذر بعدم النية

00:15:22

عباد الله: إن أمر النية عجيب، وإن بعض الناس يتذرعون في ترك الواجبات وفعل المحرمات بأنه ليس عندهم نية صالحة الآن، وهذا من أبطل الباطل، فتدعى فتاة للحجاب فتقول: ما عندي نية صالحة سأؤجل، يدعى شخص للصلاة فيقول: ما عندي نية صالحة سأؤجل، كيف تترك الواجب بهذا العذر؟! لا عذر لك، ما دام واجباً افعله ويجب عليك وأن تجعله لله، وما دام حراماً فيجب عليك أن تتركه وأن تتركه لله.

وكلما تعددت النيات كان الأجر أعظم، فقد يتزوج إنسان لقضاء الشهوة، وقد يتزوج آخر يبتغي إعفاف نفسه وإعفاف المرأة والولد ما كتب الله لكم، وكذلك يبتغي الأجر بالإنفاق على الزوجة والأجر بالإنفاق على الأولاد، ويبتغي عقد صلة مع أهل المرأة، وهذا من تقوية الأواصر في المجتمع، علاقة الصهر بالإضافة إلى علاقة النسب، وهكذا وهكذا من النيات الحسنة التي تضاعف أجر الإنسان، وقد يقرأ شخص القرآن لأجل ثواب القراءة، وقد يقرأه شخص ويريد أيضاً بالإضافة إلى تكفير الحسنات ورفع الدرجات أن يكون القرآن له شفيعاً يوم القيامة؛ لأن القرآن يشفع للعبد، وأن يعمر قلبه بالقرآن، وكذلك أن يقرأه بنية طمأنينة قلبه: أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُسورة الرعد28وبنية تحصيل العلم، وهذا مهم جداً، قراءة القرآن بنية تحصيل العلم، ولذلك فهو يقف عند الآية وإذا لم يعرف تفسيرها قرأ ذلك من هامش بالمصحف مثلاً أو رجع إلى تفسير أو سأل، ويقرأ القرآن للعمل به، وهذا هو الأهم، يقرأه للعمل، بعض الناس يقرؤونه للبركة والاستشفاء، وبعض الناس يقرؤونه للتدبر والعمل.

تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل، وتنقلب المباحات إلى طاعات بالنية، ولذلك أنت إذا جئت إلى البقالة تشتري طعاماً للبيت خبزاً وحليباً، كلهم يشترون خبزاً وحليباً من هو الذي يؤجر على شرائه؟ الذي يستحضر عند دفع المال أنه ينفق كما أمره الله على أهله، يحتسب هذا هو الاحتساب، وهذه النية شأنها عظيم فإنها تريح القلب، وكذلك تقدم العبد عند ربه، تعاهد قلبك يا عبد الله، ولا ترى نفسك مخلصاً، اتهم نفسك واعمل وزد في العمل تصحيحاً، ولا بأس أن تتوقف هنيهة قبل العمل لتصحيح النية، لا تترك العمل، لكن لا بأس أن تتوقف هنيهة قبل العمل، قيل لنافع بن الزبير: اشهد معنا الجنازة، فقال: كما أنتم، ثم وقف هنيهة ومضى فسئل بعد ذلك قال: حتى أجمع نيتي، ولذلك فإن الفقه يرفع الإنسان درجات، والدعاء بالإخلاص عظيم، وكذلك بتخليص النفس من الرياء والدعاء المشهور في هذا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم[رواه أحمد19109]وصلاتك ونسكك ومحياك ومماتك لله فتذكر ذلك يا عبد الله.

ومن علامات الإخلاص: أن يكون في السر أحسن من العلن، والعكس خطير، وكذلك ألا يضره المدح والذم ما دام يعمل لله، مدح أو ذم فهو يستمر في العمل.

ثالثاً: إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة فمهما كان العمل يسيراً إذا كلف به شرعاً يمضي به دون تأفف، يتقبله لله، وبعض الناس يكون في نفسه مرض خفي وهو يعبد فيظهر بعد ذلك، كمنطق أبي عامر الفاسق، وكان في الجاهلية راهباً ترهب في الجاهلية لماذا؟ لأنه سمع أن هذا زمان نبي، فأراد أن يهيئ نفسه للرسالة، فاعتكف للعبادة على مذهب الرهبان، فإذا بالنبي شخص آخر، ففسق أبو عامر وكفر وحارب النبي، وانكشف لما صارت النبوة لغيره؛ ولذلك فإن بعض الناس قد يعمل فيما يظهر أنه من عمل أهل الجنة فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.

اللهم إنا نسألك أن تحيينا مسلمين، وأن تتوفانا مؤمنين، وأن تلحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، ثبت على الحق قلوبنا يا ربنا واختم بالصالحات أعمالنا، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم نسألك الأمن والإيمان لبلدنا هذا وبلاد المسلمين، من أراد أمن بلدنا بسوء فاقطعه ورد كيده في نحره ورده على عقبه صاغراً، اللهم إنا نسألك أن تعلي كلمة الدين، وأن تنصر عبادك الموحدين، اللهم إنا نسألك التقوى، اللهم إنا نسألك الإخلاص، اللهم عمر قلوبنا بالإخلاص لك، والتوكل عليك، اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب، ثقل موازيننا وبيض وجوهنا وثبت أقدامنا على الصراط يا ربنا، اجعل الجنة مثوانا وقنا عذاب النار، أصلحنا وذرياتنا وأزواجنا، وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

1 - رواه مسلم2564
2 - رواه البخاري1 
3 - رواه البخاري1 
4 - رواه مسلم2654
5 - رواه أحمد23304
6 - تقدم تخريجه
7 - رواه البخاري3062
8 - رواه النسائي3140
9 - رواه مسلم1015 
10 - رواه أحمد19109